نصوص أدبية

رسول عدنان: أصنعُ اليرقات وأرسمُكِ فيها

الى لئيمة

بعيداً عن الندمِ الذي قادنَي اليكِ، كنتُ أراكِ تنوئين في أسفلِ الجحيم، أرى الشرورَ كلَّها في كلماتكِ

التي نسيتُها في جيبي, وأنا أسير على أرصفة أحلامك حاملاً دورق حبكِ المليءِ بالجحودْ

كنتِ ليلةَ عذابي الكبرى، أيّتها الحالمةُ في اليرقاتِ التي أرسمُك فيها وأطلقُها في الهواء،

كيف َ تكلّسَ حبُكِ في عظامي؟ وأنا أقتفي أثَر اليرقاتِ التي رسمتُكِ فيها،

كيفَ تدحرجَ كلُّ شئٍ من كفّي وأنسكبَ في الطرقاتِ التي تقودُني اليكِ؟

أحاولُ أنْ أخبِئكِ بسُرّتي وأنزوي في الظلامْ، وأترك قدري قرب السواقي التي ترآءت في أحلامنا

أحاولُ صُنعَ القواربِ قربَ البيوتِ القديمةِ المطلّةِ على السواحلِ التي لا أعرفُها،

علّها تقودُ حيرتي اليكِ، وتعبسُ بوجهي، كلّما أترك قصائدي معلقة على الأسلاك

 وأتبّعُ طرقَ النحلِ القديمةِ المعبّدةِ بشروركِ التي ألفتُها، أوقد الفوانيس لأرى لؤمك منكسرا أمامي

هذا قلبي الذي غدرتِ به !! وتلك دماؤه بين أسنانك، تقطر على ثوب جحودك

و أنت تلقين الطلاسمَ وتَطلُين برأسكِ من النافدة، التي شهدت هيامي وشقوق يدي التي لوّحت اليكِ

دعيني أصنعُ اليرقات وارسمكِ فيها، يا نحلتي التي  سرقتْ رحيقَ بساتيني

واندفعتْ نحو الشتاتِ تمنحُ عسلَها للأخرين،

ما زالَ وجهُكِ يكبرُ في الظلامِ وجمرتُك تتقدُ بيدي، وجهُك الجاحدُ ملتّفٌ بأوزارِ الدنيا كلِّها

رأيتُ خطيئتي ترتسمُ على جناحيكِ وأنتِ تُحلّقين بلؤمٍ حولَ أحزاني، وتلوذينَ بصمتكِ الذي يشي بكلِّ شئ

هناك حيثُ أقيمُ مأتماً لحُبّي الذي هشّمتُه معاولُ لؤمكِ، وأنتِ تؤمينَ المصلينَ على جنازتهْ!!

تصوّروا أودّع قلبي عند قاتليه، وأتركُ جسدي مصلوباً على عامودِ لؤمكِ، وأنتِ القاضي المتهم بدمي

يا خطيئتي وجمرةَ عشقي، كيفَ قادنَي الطوفانُ اليكِ؟ كيفَ أنصهرتُ بكِ ذاتَ ندمْ؟ كيفَ تحوّلتْ يدي الى عُشبٍ تتمديين عليه؟ وتهبينَ دُثاري للأخرين؟ كيفَ أصبَحَتْ حتى كيفَ حزينةٌ عليّ؟ وأنتِ تسخرينَ منها!! رأيتُكِ تنزعينَ كافَها وتلقينها من النافذة، وتدوسين على يائها بجحودِكِ، وتركتِ فاءها في الطرقات!!

 ولازلتُ أصنعُ اليرقات وأرسمُكِ فيها، واُطّلُ من النافذة التي شهدت هيامي وشقوق يدي التي لوّحت اليك

 انا ذلك اليتيمُ التائهُ في أزقّة صدركِ، يفرشُ رداءه للصدقات!! وأنتِ تنظرين لي وترقصين لغيري، تبّاً لك، وتبّا لغيري الذي ترقصين له على هامشِ وجعي، هذا قلبي الذي غدرتِ به، هذا قلبي!!

المصلوبُ على عامودِ لؤمكّ، تركتُه يئنُّ وذهبتُ أصنعُ اليرقاتِ وأرسمُكِ فيها!!!

***

* رسول عدنان - شاعر وناقد عراقي

 

في نصوص اليوم