نصوص أدبية
طارق الحلفي: شهوة الألوان
كمْ هُو رائِعٌ أن يرتَديكِ الفجرُ بِكلِّ وضُوئهِ
يُغَطّي جَسدَكِ بالكَثيرِ من زُرقَةِ السَّماءِ
يُسافِرُ بِكِ نحْوَ رائِحَةِ البحرِ الصَّباحِيَّةِ
أن يُخبِئك بَينَ فَراشاتِ الحُقولِ
وخُيوطِ الضِّياءِ المُلتَهِبَةِ
*
الألوانُ كالحُبِّ
دَعيها تَحمِلُ روحَكِ إلى حُقولِ الرِّضا
وانْ تَقودَكِ إلى بَساتينِ الروحِ
لِتَنثُري الوَردَ في ثَنايا الكَلِماتِ
وتَأخُذُكِ إلى مياسمِ اللقاء
*
الألوانُ تُحيي وتُميت
الرَّماديّ يَتلوّنُ بِظِلالِ الحَيرَةِ
ولا يَعرِفُ النِّهاياتِ
المَصنوعَةَ مِن حِرابِ الهَواجِسِ
الليلُ يَبْتَلِعُ الطّرُقاتِ
يُغلِقُ أبْوابَ السَّماءِ
يَسرِقُ مِنكِ وَجهَكِ الجَميلَ
ويُغرِقُكِ في بَحرِ الانتِظار
امنَحيني أيتها الصحو المتأني
ريشَةً مِنْ زَغَبِ خَلاخيلِكِ المًضمّخَةِ بالبروق
لأطرزَ حَواشِيَ ثَوبِكِ الهاشميّ
بالألوانِ التي أشتَهي
**
طارق الحلفي