نصوص أدبية

خالد الحلّي: لقطاتٌ مِنْ زَوَايَا مُخْتلِفَة

هُوَ لَا يَدْرِي الَّذِي تُخْفِيهُ عَنْهُ

وَهِيَ لَا تَدْرِي اَلَّذِي يُخْفِيهُ عَنْهَا

وَأَنَا أَدْرِي الَّذِي لَا يَدْرِيَانْ

و الَّذِي لَا يُبْصِرانْ

غَيْرَ  أنّي لَسْتُ عارِفْ

كَمْ سَأَبْقى

حائراً  بَيْنهُما

لَيْسَ عِنْدِي مِنْ جَوابْ

مَنْ أتَانِي بِهِما؟

= 2 =

لَمْ يَكُونا يَعْرِفانْ

كَيْفَ صارَ الوقتُ رَمْزًا

كَمْ سَيَبْقى الرّمزُ  لُغْزًا

مَا اَلَّذِي يُخْفِي اَلزَّمَانُ

لَهُمَا، أَوْ عَنْهُمَا

= 3 =

خَيَّرَانِي

بَيْنَ أَنْ أَكْتُمَ صَوْتِي أَوْ أُسَافِرُ

قُلْتُ لَا يُمْكِنُ أَنْ أَغْدُرَ وَقْتِي

وَمَكَانِي

وَسَأَبْقَى

فَاتِحًا لِلرُّوحِ أُفْقَا

أَرْغَمَانِي

أَنَّ أُصِيخَ اَلسَّمْعَ قَسْرَا

فَاجَآنِي

عِنْدَمَا رَاحَا يُعِيدَانِ عَلَيّْ

بَعْضَ مَا كَانُوا رَوُوهْ

مِنْ خُرَافاتٍ زَمانٍ،

لَمْ يَكُنْ يومًا زَمانِي

رَغَّبانِي

أنْ أسافِرْ

فاَحْتَجَجْتُ

قُلْتُ لَا أَرْضَى اَلسَّفَرْ

نَوّمانِي واقِفاً

أَيْقَظانِي خائِفاً

نَوّمانِي مِنْ جديدْ

صَحّياني راجِفاً

بَعْدَ أَنْ نُمْتُ، وَجَاءَ اَلصُّبْحُ،

كَانَا رَحَلا

تَرَكانِي في اِنبهارْ

وسؤالي يتشظّى

فوق مرآة اِنتظارْ

أين وقتي ومكاني

وأنا مستلبٌ بينهما

أَسْفَحُ الأيّامَ

قربانَ اِحْتِراسٍ مِنْهُما

***

شعر: خالد الحلّي

 

في نصوص اليوم