نصوص أدبية

نزار فاروق: خواطر خريف قرطبة

ترفرف فوق باب الجسر ووالواد الكبير.

تحطّ على طلل ناعورة أبي العافية،

قبل أن تنطلق نحوالصّرح العظيم.

*

الخطوات المُنتعشة بهواء قرطبة النّديّ،

يتردّد صداها في رويّ أزقّتّها الضّيّقة.

بينما تتصطفّ أشجار البرتقال واللّيمون،

صلاة جنازة على زارعها المفقود.

*

داخل الجامع المسلوب،

الأقواس الحمراء والمغرة،

تنظر بشفقة إلى المحراب المذعور.

ينزلق طيف عبد الرّحمان،

من بين سواري اليشب والرّخام.

يدير وجهه نحو الشّرق،

أندلسه الأخر،

يختنق برائحة الخيانات النّتنة.

*

يطوي اللّيل أصداء المعاني،

معرّجا على أطلال الزّهراء،

أين يَسْبُتُ طيف المنصور.

ضحكات ابن زيدون وولاّدة،

تتلاشى بين أ أشجار اللّوز والكروم،

قبل أن ينتحر صداها على وقع سيوف فتنة،

قسمت كلّ الظّهور.

***

نزار فاروق هِرْمَاسْ

أستاذ دراسات الشّرق الأوسط وجنوب آسيا

جامعة فيرجينيا

في نصوص اليوم