نصوص أدبية
أيمن الناصح: تحتاجين نصفًا منِّي وأحتاجُ منكِ القليل
ستعبرين
تلكَ المسافةَ بين أناملِكِ
وبينَ صورتي الملقاةِ منسيَّةً
وبينَ مفاتيحِ الهاتفِ المحبوسِ في كفَّيكِ
*
ستكتبين لي
حروفًا حُبلى تنوءُ بحملِ المودَّة
ستتخيلينني
غافيًا وفي يدي وردةٌ مختلفة
مهجورةٌ منكِ
وردةٌ خلقتها لكِ أفكاري ومتاريسُ تحجبُنا عن بعضِنا معًا
*
وستعرفين أنَّني
أتسللُ كلَّ ليلة
أقفُ على فراشِكِ طيفًا
لأتلوَ لكِ صلاةَ الراحة
وأطلَّ على نوافذِكِ نسائمَ من تشرين
وأطرقَ أحلامَكِ
وأختبئَ بينَ الصفحات
لتقرأيني يا ناريَّةَ العينين وبيضاءَ القلب وسوداءَ الغياب
*
ستعرفين أنَّني في كلِّ الشرفات
وأنَّني لمسةٌ من أقداحِ الخمر وفناجينِ القهوة وصحونِ الحلوى التي تصنعين وتفضِّلين
*
وستُقبلينني كثيرًا لو رحلت
ثم تبكين فراغًا راح يأكلُنا معًا
مقيَّدين، أنا وأنتِ
بكلِّ حمولةِ غضبِ الرب
بكلِّ تقاليدِ قبيلتِنا البربريَّة
بأطواقٍ من سنواتٍ سبقتْ قدرَنا الذي لم يُكتب
ولكنَّنا في النهاية
وجهانِ لقمرٍ واحد
وجهُكِ مشرق
ووجهي يأفُل لو تقتصدين
*
جنِّيَّةٌ إنسيَّة
أغازلُكِ بلا عنوان ولا نيَّة
أحييكِ صديقةً قريبةً بعيدة
حاضرةً كالنعاسِ الجاثمِ فوقَ جفني منهزمًا
غائبةً، كعادتِكِ
مثلَ حلمِ الأطفال بقطعةِ حلوى شهيَّة
ناعمةً كزَغبِ النور
كقبلةٍ مسروقةٍ في الظلام
*
صديقتي
لا تضعي لقصائدي عنوانًا
فأنا رجلٌ من عَرَقٍ وجبينٍ وكرامة
أخافُ على سترِ كلماتِي منكِ
وأخشى أن تطلعَ الشمسُ على أسراري
*
فخذي منِّي
وهبيني مجنونًا
ضلَّ الدربَ فاهتدى لعالمٍ وحده
بينَ الحضورِ والغياب
يقفُ مردِّدًا تمائمَ الودِّ الصافي
*
يا طاهرةَ الروح
اغفري لي بَوحِي
وتبنِّي قلمي
سفرًا طاهرًا
يقتاتُ على ذِكرَاكِ أو مَرآكِ
بلا عنوان
ولا دَنَسٍ أو قصدٍ رثٍّ أو مضمر
***
أيمن الناصح