نصوص أدبية
نزار فاروق: ظلال الأوطان المسلوبة
من المعتمد بن عبّاد إلى فلسطين
في أبيات الحنين البعيدة،
في أشعار الوطن المسلوب،
أجلس مُذَلاّ في سجن أغمات الرّتيب.
ذكرى مَلك كُسر تاجُه ،
ذكرى شاعر قُبِر ديوانُه،
ذكرى فلسطينيّ أطرد من داره.
*
في قصري المبارك المهيب،
أُطْرِبْتُ بالمدح و كُسيتُ الحرير،
رشفت رضاب العشق،
وَرشقت بما حوت الأقداح من الشّعر الرّطيب.
*
في جنان إشبيلية وبساتينها،
مالت لي أغصان البرتقال،
وانحنت لي أزهار الياسمين،
على ضفّتي وادها الكبير،
وعلى سطح برجها الذّهبيّ،
تدانت لي قدود الأندلس الجنيّة،
و شفيت غلائلي، بألف لقاء ولقاء.
*
ذات قصيدة،
حلمت بالعودة إلى إشبيليّتي.
حلمت باسترداد أندلسيَ المفقود.
لكنّ الحُلم اندثر،
في قوافي الحنين المتصنّع.
واليوم، يا فلسطين!
ها أنا، طيف يرسُم خريطتك الممحوّة،
ظلما، على جدران معتقلات العالم الماكر.
فأنا، يا فلسطين
أعرف طعم الحريّة المسلوبة،
وحكايات النّكبات،
ودواوين العجز،
وليالي المنفيّين.
***
نزار فاروق هِرْمَاسْ
أستاذ دراسات الشّرق الأوسط وجنوب آسيا
جامعة فيرجينيا