نصوص أدبية

صادق السامرائي: طارق بن زياد!!

عَبَرْتُ مضيقكَ الأعْتى أنادي

زماناً عاشَ في خُلدي كحادي

*

مِنَ الإسْبانِ جاوزتُ المياها

أخاطبُ صولةً هَدَمتْ عِنادي

*

بها سُفنٌ مِنَ الإيمانِ صالتْ

على بلدٍ وسيعِ الإمْتدادِ

*

مَلاحمُ أمّةٍ رَفعتْ لواءً

يُعلّمنا مراسيمَ القيادِ

*

تساءلَ حاضرٌ عن يومِ أمسٍ

تُباركهُ أساطيلُ الجهادِ

*

أرى زمناً بهِ الأزمانُ حارتْ

فهلْ عُقِرَتْ طوابيرُ الجيادِ

*

إذا نَعلو بأوقاتِ انْتصارٍ

يُدَحْرجنا التلاحيُ للتصادي

*

كأنّا ضدَّ أنفسنا وأنّا

على بعضٍ كأعوانِ الأعادي

*

تلاحمَ شرُّها والخيرُ يَنأى

وأوطانٌ بمُعضلةِ الفسادِ

*

فما رَبَحتْ تِجارتُهمْ فعادوا

لمُبتدءٍ بدائرةِ الرقادِ

*

مَلكناها فهانتْ في يَديْنا

وأضْحَينا كهامِدةِ اتْقادِ

*

تطوّر غاصِبٌ وغَفى سليبٌ

فعاشَ الضيمُ مَطلوقَ السيادِ

*

سَرابٌ حولهُ صِغنا شِعاراً

نُطاردهُ بأجْيالِ الكسادِ

*

حَملنا همّ أمّتنا طويلاً

وما فازتْ مزاعِمُنا بفادي

*

أصابوا كلَّ مَستورٍ لدَينا

وجابوا في شوارعها بلادي

*

بنا الأيّامُ أوْهَنها التداعي

وأوْجَعها التفاعلُ كالندادِ

*

سلامٌ من صَبا روحِ المَعالي

على جيلٍ بجَوْهَرهِ المُبادِ

*

أنينُ الروحِ موقدهُ تلظى

بمَجْمورٍ ومَنزوعِ المُرادِ

*

مَصائرُنا أضاعَتْ مُنطواها

وباتتْ رَهنَ تقريرِ اعْتمادِ

*

فما جئنا جَديداً أو أصيلاً

بَدائعُنا من القولِ المُعادِ

*

فلا عقلٌ يؤهلنا لشأوٍ

مَكارمُنا بمأدبةِ الجَوادِ

*

ترنَّح حالمٌ برؤى انْطلاقٍ

مُعلقةٍ بأنياطِ الفؤادِ

*

سَكبْنا كلَّ موجودٍ برَملٍ

وأمْعنّا بمانعةِ الوِدادِ

*

نكرنا ما بجُعبَتنا فتُهنا

نُباركُ ما بمكذوبِ النَجادِ

*

نَسيْنا فرحةً سَكنتْ بأرْضٍ

وأدْمَنا مَراسيمَ الحِدادِ

*

نعادي مَجدَ أيامٍ أضاءتْ

لتنْهدمَ المعالمُ بالأيادي

*

فحاجَتنا لمعكوسِ اقْتحامٍ

يُبشرنا بترياقِ العَوادِ!!

*

نريدُ صولةً كبرى علينا

يقودُ جيوشَها إبنُ الزيادِ

***

د. صادق السامرائي

 

في نصوص اليوم