نصوص أدبية
عدنان البلداوي: الى نبراس العدالة الإنسانية
فــي الـعَـدل،ِ تــزدهـرُ الأقــوامُ والأمـمُ
وفــي خُـطى الصَفْـوةِ، البغضاءُ تـنهـزِمُ
*
لاطـائـفـيّــة، لا تــفــريــقَ فــــي زمَــنٍ
قــد كـان رأيـُك، فـيــه الحَـسْـمُ والحَـكَـمُ
*
فـــي قـولِـك: الناسُ صِـنـفـان فـإمـا أخٌ
فـي الدِّينِ، أو فـي صفات الخَـلْقِ يَـتَّـسِـمُ
*
مـواقِــفٌ، شَــهـد الــتاريـــخُ رِفْــعَـتَـهـا
وخــلّـدَتْـهــا، بــقـرطـاسٍ لـهـا، الـقِــيَـمُ
*
لمّـا فـدَيْـتَ رســولَ الـلـه، مُــلـتَـحِــفــا
تصدّعَ الـقـومُ، حـــتى بــانَ مَــكـرُهُـمُ
*
وكــنــتَ، لـلخـلـفـاء الـراشــديـن، يَـداً
وناصراً، حــين تُـسْـتَـدعى بــك، الهِمَمُ
*
آنَـسْــتَ بــيـن قُــلـوب الـمســلـميـن، بما
أوصـى بــه الـلـهُ، لا زَيـْـفٌ ولا وَهَــمُ
*
مـــا دارَ طـرْفُــكَ، إلّا الـحَـقُ هـاجِـسُـهُ
والحـقُ صِنْـوُكَ، مـوصولٌ بـــه الـرَحِـمُ
*
لـلـتِّـبْـرِ أمْـنِــيــةٌ، فــــي أنْ تُــقَــلِــبَــه
يَــداك، حــيـث تَـباهـى الـسـيفُ والـقـلـمُ
*
حــتى السِــراجُ بـبـيـت الـمال صار لــه
حديثُ حــــقٍ، بـــه الأمـثـالُ تُـــخـتَــتَـمُ
*
أكــرَمْـتَ كــلَّ يـَـدٍ، الـعَـوْزُ ألجَـأهــا
حــتى وأنــت تُـصَلـي، نالـهـا الـكَــرَمُ
*
والـمَعْـنَـويَّـةُ قـــد فَــعَّـلــتَ هــاجِسَـهــا
فـي نَـفْـسِ مَـن قـد غزاهُ الوَهْـنُ والهَـرَمُ:
*
فـكان عـدلك، فــي قــوْمِ الـمسـيـح لـــه
صدىً يُــعـززُ فـــي الأخــلاق نهْـجَهُـمُ
*
لــِذي الـفــقـار اقــتـِرانٌ فــيــك، أرَّخَــهُ
مـا كـلُّ سـَــيـفٍ، بــه الهاماتُ تَــنْهَـدِمُ
*
بـه، قطعتَ جــذورَ الشِـركِ، مُـرتَـجِـزاً
واسـتسـلمَ الخَـصمُ، لا ســيـفٌ ولا عَـلـمُ
*
تَــزلزَلَ الخَـصمُ، فـــي (بَـدرٍ) وأرَّقَـهُـم
قـبـل الطِعـانِ فـتىً، فـانهـارَ عَــزمُــهُـمُ
*
طـيّـبتَ نَــفْــسَ رســول الله، حـيـن دعـا
في (خندق) الحَـسْـمِ، حيثُ الحربُ تَحتدِمُ
*
زَهْــوُ الـرؤوس تَـهـاوى بـَعـدَ مُـعـجِـزةٍ
بـ (بابِ خـيـبـرَ) أوْدَتْ، واخـتـفـتْ قـِـمَـمُ
*
إنّ الأنـاةَ ونــهْــجَ الحِـلـمِ، إنْ جُــمِـعَـتْ
كـما أشَــرْتَ، فـفـيـهــا الـعِــزُّ والــشمَـمُ
*
والصَّـمْتُ إنْ لاءَمَ الأجْواءَ، يَسْـمو بهـا
والـهَـذْرُ آخِـــرُه ... الإحْــبـاطُ والــنَـدَمُ
*
فـي سِــفْـرِ نَـهْـجِــك، للأجـيـال مَـدرسَــةٌ
تَـبْـني الـعُـقـولَ، وفــي أرجـائهــا نِـعَـمُ
*
الخُــلــدُ لــلــعـلــم، والآدابُ تَــصــحَــبـُـه
(أيـن الأسِـــرَّةُ،والـتـيـجـانُ)، والــخَــدَمُ
*
عَـقـلٌ بــلا أدبٍ، مِـثـلُ الشــجـاع بــلا
ســيـفٍ، وقــولـك هــذا مــنه نَـغْــتَــنِـمُ
*
بــلاغـة الـقـول، للـفـرســان مـوهـبـة
والمقـتـدون بـهــم يـسـمـو ســلـوكُـهُــمُ
*
بَـلغْـتَ فــــي صِـلةِ الأرحـام مَـرْتَــبَــةً
مَـن ســارَ سَــيْـرَك، لـم تَـعْـثـرْ به قَـدَمُ
*
طـمْأنْــتَ أنْــفُـــسَ أيــتـامٍ، جَـعـلـتَـهُــُم
يَــرَونَ فــيـك أبـاً، يـَـجْـلـي هُـمُـومَـهـُمُ
*
أوْصيْـتَ: أنْ يَسْـتَـشيرَ المرءُ مَنْ وثقتْ
بــهِ العُـقـولُ، ومَـنْ بالـرأي يـُــحــتَـرَمُ
*
لـمّا الخِـلافــةُ قــد حـيَّـتْـك قــلــتَ لـــهـم :
بــسـيرة المصطفى، الأجــواءُ تـنـسـجـمُ
*
ناديــتَ : إنّــي بــجُـلـبـابــي أتــيْــتُــكُــمُ
وفـــيـه أخـرُجُ، حيث الحــقُ والـنُـظُـمُ
*
اسْـتـهـدَفـوك بـبـيـت الــلـهِ، إذ غــدَروا
ما اسْـتمكـنوا منـك فـي حـربٍ، لها ضَرَمُ
*
إنّ الشــهـادةَ قـــد عَـــززّتَ رُتْـــبَــتَــهـــا
إذ قلتَ : فُــزْتُ، وفــــيما قُــلـتَــه قَـسَـمُ
*
العدلُ يَعْـلـو، فـطُـوبى لـلـذيـن سَــعَــوا
أنْ يَــقْــتَـدوا، لِــيَـزولَ الـظُـلْـمُ والـظـلَـَمُ
***
(من البسيط)
شعر عدنان عبد النبي البلداوي