نصوص أدبية

جودت العاني: عشتار يا عشتار..!!

لم تفقد عشتار نسائمها

لم تنس عشتار حمائمها

فوق الأيكِ

تناغي توءمها النائم

في أحضانِ الليلْ..

رغم الموج

وهول السيلْ..

لم تفقدْ عشتار بكارتها

لم أنس عبارتها:

"إني طوع يديكَ فخذني

حيثُ سليل الماء ووجه الله

فقلبي تاه

بعيداً

يحملُ صلبان المدن المنسية"..!!

**

ثم تراءت عشتار

بين شجيراتِ التينِ

تمرح في الغبش العابث

بين طلوع الفجر

وعندَ تخوم المدن الهمجية..!!

**

عشتار تبكي

عشتار تضحك

عشتار تشكو

والناسك لم ينسَ

صلاة العشق الأبدية..

لم يعشق يوماً خلف المحراب..

لم يرشف من آنية الوجد طقوساً

لم يخلع عنه الجلباب..

يمشي فوق العشب

يصلي فوق رمال الشاطئ

يرقب أمواج البحر تناغي عشتار

لكي تأتي

يتعجل مشيتها

والناسك يصغي لهفيف الريح

القادمة عبر الأزمان..

ومن بين أصابعه

تتساقط غيمات

حبلى بدموع الأوطان..!!

عشتار تمرح

تتلألأ في أضواء الليل

لا يبرح وهج براءتها

يهتف للحب بأن يصغي

وللبحر لكي يرغي

كي يمضي يصرخ

أن الحب له وجهان..

**

عشتار تبكي

في جنح الليل تعاني

ودموع الحزن تحاور قافيتي

أستنهض راحلتي

كي أمسح عنها الهمْ..

أنقذها من قعر اليمْ..

أسامرُ وحدتها

أمشي معها حيثُ فراديس القدر العلوية..

أترقبُ مشيتها نغماً كونياً

ينساحُ ليملأ قلبي

عطراً ربانياً

يملأ مدن العالم والقاراتْ..

يضيء شموعاً تحت صليبٍ لنهارٍ ماتْ..!!

عشتار، هي زهو العالم في كلِ الأزمانْ..

لا أحدَ يسطيعُ نكران فراديس الرحمن..

هي والناسك سيان..

هو في المحراب يصلي

للفجر لكي تأتي..

هي تعزف للحب لكي يأتي ..

**

آه ... يا عشتار

هي تستعطف "إ نا نا"

من عمق التاريخ

ليحمي " أور"

من وجع الموت على الطرقاتْ..

عشتار

تستنهضُ "إ نا نا" أن يمنعَ عنها

الجوع وخبث النزواتْ..

عشتار

تصرخ في "إ نا نا"

أن لا يسكت

والموتُ يتاجرُ في شَرفِ الحاراتْ..

عشتار

غضباً يعلوها

حيثُ أتون الحب وصخب الآهاتْ..!!

***

د.جودت صالح

12/ايلول/2024

 

في نصوص اليوم