نصوص أدبية

فتحي مهذب: رفرفة الجناح الأبيض لصوتك المقوس

نقترب كثيرا من سمائك

من نظامك الفلكي الغامض

مجرة أحاسيسك الملغزة

كهوفك البدائية

أنا وظلي المتساقط كالبرج الهرم

ثمة سرد ناعم

يتدفق من عينيك الكستنائيتين

معبأ  بجماليات اللامعنى

أنت شبه ميتة

غير أن وجهك مرصع بالياقوت والنوستالجيا

الكرسي المتحرك يتكلم أيضا

على إيقاع مفاصله

ينقر قلبي تينة علاقتنا الناضجة

أنت تتألمين

كما لو كنت رسولة في قرية مليئة بكفار قريش

كنت أطرد الجواسيس

من شرفة المساء

أهب هذا الزمن التراجيدي

المزيد من حقن المورفين

لئلا تسقطين في شرك المحو

وتمتلىء روحي المسحورة بالضوء

بالعظايا والسحليات

يطلع النهار من قبعتك الكنسية

والليل من أظافر الموتى

أو من برية متناقضاتي

ترشقين عينيك في ساعتي اليدوية

حيث يبدو الزمن مثل أرنب عجوز

مهدد بطلقة طائشة

الفراغ متجمد تحت كتفيك الغائمتين

الهواجس تتحرك مثل كلاب الصيد

قلنا  بعد هذا القصف

سيهبط الملاك

يملأ بيتنا المتداعي

بالأزهار والمعجزات

سنرمي تابوت الحظ السيء لكلاب المجرة

نتحرر من أفاعي السحرة

سأسحب غيمة الوداع من عينيك

العالم جميل خارج البيت

القطارات ملآى بالقمح والنبيذ والسكارى

والنساء يطردن ذئاب الأسئلة الكبرى

بكعوب أحذيتهن

المجانين يقرعون النواقيس

في الحلبة

تحت رعاية الشمس

الصلوات تتطاير في الهواء

وعلى ثوب الراعي رائحة الكنيسة

الغفران بقدمين متوثبتين

القتلة في قاع البئر

إذن

هشمي كرسيك الأشيب

بضحكة مدوية

لنقفز من أكواريوم العذاب

إلى سحر الواقعي

المستقبل في انتظارك

بتاج من الذهب الخالص.

***

فتحي مهذب - تونس

 

في نصوص اليوم