نصوص أدبية

أحمد عبد الفتاح: قصائد (البوح)

ليس هذا الزمانُ زمانكَ ..

هل أنتَ في زمنِ المُرسلين ..

أو الأنبياءِ ..

أو التابعين،

فلم يبقَ من حقبةِ الأولين،

سوىٰ المرجفين،

فبعضٌ تلبّسَ وجهَ المسيحِ ..

وبعض تباكى لأجل الحسين

فكيف تحاذرُ مَن خادعوكَ،

ودسّوا لكَ السُمَّ ..

في ضحكةِ الوجهِ ..

إذ بايعوكَ،

فكلُّ زمانٍ به مُرجفوه ..

ولستَ الوحيدَ الذي حين أمّنهم ..

قتلوه !

(2)

هكذا  ..

كنتَ وحدك مَن أرتجيه ..

وكنتُ أجيؤك في الليل حينا ..

أحاولُ طمسَ عبوسكَ،

تبديلَ ما خلفتهُ المواجعُ فوقَ

الملامحِ ..

أجمعُ منك الذي قد تشظىٰ ..

و ما قد تناثرَ من ذكرياتكَ ..

حين انتحيتَ إلى آخرِ العمرِ ..

قبلَ الوصولِ،

ورحتَ إلى الصمتِ منكفئا .

لائــــذا،

غيرَ أني فشلتُ .

وعدتُ إلى وحدتي

عـائـذا،

ومتشحا بالذبولِ،

(3)

هل تعلم ..

أني صرت وحيدا مثلك ..

لا أملك نجما أو دارا ..

حين يمر الليل طويلا ..

أو أنقص منه قليلا .

أتدثر خوفي.

من رهبوت الصمت

إلى أن يتنفس بوحك .

(4)

وحدك تسكن هذا الفراغَ ..

تحادثُ كلَّ الحوائط ..

تنشرُ في صمتها بعضَ ذاتك ..

حين تعاودُ رسم الملامح منذ ارتحالك

من أول العمر ..

حتى بقائك  منفردا

في الرؤى الخائبة،

وحدك ..

تكشف لليل سر اشتهائك ..

بعض انتشائك ..

حين تقلب بعض وجوهك ..

مرتقبا لحظة غائبة،

(5)

في الحر القائظ ..

في بيتي ..

أحتاج لكي أروي عطشي

كوبا من ماء أو كوبين ..

لكني .. في بيت أبي ..

يكفيني نصف الكوب .

(6)

لأنني أحاول اللحاق بالذي مضى .

عبَّرتُ كلَّ هذه الرؤى ,

فربما ...

أكون في نهاية المدى،

وقفتُ حيثُ أرتجي ..

معانقا توهَّـج الصدى .

(7)

مرأة واحدة،

حين تعلن عن غضبة ثائرة ..

يتسع الصدر للانتظار ..

وتمتلئ العين بالنظرة الواعدة،

ثم ينهارُ ..

ما بيننا من جدار،

(8)

لم أكن وحدي هنا  ..

كلهم كانوا معي ..

لكنهم  .. عند انبعاث الضوء

وانكشاف المنتهى

صاروا هناك .

ولم يعد في المنحنى ..

إلا أنا  .

***

أحمد عبد الفتاح - مصر

في نصوص اليوم