نصوص أدبية

يحيى السماوي: أعـرف أنـنـي.. وتـعـرفـيـن..

(1)

أعـرفُ أنـنـي خـرجـتُ

ـ يـومَ أهـرقـتِ دمـوعَ الـصـبـرِ ـ

مـن حَـيـاتِـكْ

*

وأنـنـي غـدوتُ سَــطـرًا ضـائـعـًا

فـي صـفـحـةٍ خـرسـاءَ

مـن كـتـابِ ذكـريـاتِـكْ

*

وأنَّ وجـهـي لـم يَـعُـدْ أنـيـسَ عـيـنـيـكِ  ..

ولا  أنـامِـلـي مِـشْــطَـكِ

حـيـن تـنـسـلـيـنَ الـشَّـعـرَ خـيـمـةً

ولا صـدري وسـادةً إذا أتـعـبَـكِ الـسـهـدُ

ولا إســمـيَ قـيـثـارًا لأُغـنـيـاتِـكْ

*

ولـنْ تُـيَـمِّـمـي الـى نـافِـذتـي وجـهَـكِ بـعـدَ الـيـومِ  ..

لـنْ يـذكـرَنـي قـلـبُـكِ بـالـدُّعـاءِ

فـي صَـلاتِـكْ

*

وأنَّ لـيـلـي لـم يـعـدْ يـبـزغُ فـيـهِ بـدرُكِ الـتـمـامُ ..

والـصـبـاحُ لـن تـشـرقَ فـيـهِ

شـمـسُـكِ الـضـاحـكـةُ الـنـورِ ..

وصـنـدوقَ رسـائـلـي سـيـبـقـى مُـوصَـدًا

مُـنـتـظِـرًا بـشـارةَ الـهـدهـدِ

مـن سُــعـاتِـكْ

*

كـلُّ الـمـرايـا هَــشَّــمَــتْـهـا صـخـرةُ الـظـنِّ  ..

وفـأسُ الـوَهـمِ  ..

أجْـمِـلـي(*)

فـرُبَّ مـقـتـلٍ يُـفـضـي الـى الـخـلاصِ مـن ذُلٍّ

وسـيـفِ فـاتِـكْ

*

أشـبَـكَـتِ الـدروبُ فـي نـهـارِ " أوروكَ "

ونـجـمـي لـم يـعـدْ يـبـزغُ إنْ أسـرى بـيَ الـهـيـامُ

مـن جـهـاتِـكْ

*

أعـرفُ أنـنـي كـمـا الـرصـيـفُ فـي ثَـبـاتِـهِ

وأنـتِ مـثـلُ عـابـري الـرَّصـيـفِ فـي

ثَـبـاتِـكْ

*

حَـطَّـمـتُ أصـنـامـي

فـلا مـن أثـرٍ عـن " هُـبَـلـي " فـي كـعـبـتـي

و " لاتِـكْ "

*

ولا ولـيٌّ فـي الـهـوى عـلـيَّ بـعـد الـيـومِ

مـن وُلاتِـكْ

*

ولـم يَـعُـدْ حُـبُّـكِ لـيْ عـلامـةً فـارقـةً

يــنـمـازُ مـن خِـلالِـهـا قـلـبُـكِ عـن قـلـوبِ

صـاحـبـاتِـكْ

*

عـلامـةً فـارقـةً كـالـوشـمِ فـي الـجـبـيـنِ

لا  فـي "ظـاهـرِ الـيـدَيـنِ" (**)

سَــمْـتـًا كـنـتُ مـن سِــمـاتِـكْ

*

والـيـومَ مـا عـدتُ سـوى بـعـضِ رمـادِ الأمـسِ

فـي مـوقِـدِكِ  الـقـديـمِ  ..

هـيـهـاتَ يـعـودُ مـرَّةً أخـرى رمـادي شـجَـرًا ..

" مـا ضـاعَ قـد ضـاعَ "

ومـا  لـم أُضِـعِ الـيـومَ:

غـدًا أُضِـيـعُـهُ ..

كـفـرتُ بـالـعـشـقِ إذا  تـريـنَـهُ لـيْ :

هِــبَـةً ســمـحـاءَ مـن هِـبـاتِـكْ

*

راضٍ أنـا  ..

فـلـتـشـطـبـي عـلـيَّ مـن قـامـوسِ

أُمـنـيـاتِـكْ

*

ولـتُـبـحِـري حـيـث تـشـائـيـنَ

سـواءً بـاتَ عـنـدي الـوصـلُ والـفـراقُ  ..

والـربـيـعُ والـخـريـفُ  ..

والـجـحـيـمُ والـفـردوسُ ..

ذاتـي لـم تَـعُـدْ ظِـلاًّ لِـغـصـنِ ذاتِـكْ

***

(2)

وأنـتِ تـعـرفـيـنَ مـنـذُ اخـتـلـطَ الـمـاءانِ

أنَّ شَـرطـيَ الـوحـيـدْ

*

فـي الـعـشـقِ:

أنْ نـكـونَ طـيـنًـا عـنـدمـا تـقـحَـمُـنـا الـنـيـرانُ

لا حـديـدْ

*

وتـعـرفـيـنَ أنـنـي حـفـيـدُ "أنـكـيـدو"

وأنَّ رَبَّـةَ الـجـمـالِ والأنـهـارِ والـلـذةِ " إيـنـانـا "

اصْـطـفَـتْـنـي سـادنًـا لـخِـدرِهـا  ..

وحـارسَ الـطـريـفِ فـي وادي زهـورِ الـكَرَزِ الـمـائـيِّ

والـتـلـيـدْ  ..

*

وأنَّ " أوروكَ " بـلا عـشـقٍ ســتـغـدو "إرمَ" الأخـرى(***)

وأغـدو " آدمَ " الـجـديـدْ

*

والـسَّــومـريَّ الـجـاحـظَ الأضـلاعِ  ..

والـمـؤَبـدَ الـغـربـةِ  ..

والــشــقِـيَّ فـي الـيُـسـرِ

وفـي الـعُـسـرِ الـمـشـوقَ الـنـازفَ الـسـعـيـدْ

*

أعـوذُ مـن شـرِّ قـريـبِ الـدارِ:

بـالـبـعـيـدْ

*

وبـالـجـنـونِ

مـن رزايـا عـقـلـيَ الـسـديـدْ

*

وتـعـرفـيـن أنـكِ الـيـدُ الـتـي قـدْ وأدَتْ قـلـبـيَ

لا الـولـيـدْ

*

أدريـكِ لا يـعـنـيـكِ أمـري:

أغـدي مـأتـمُ حـزنٍ ســومـريٍّ؟

أمْ صـبـاحُ عِـيـدْ؟

*

لـكـنـنـي

أريـدُ أنْ أعـرفَ مـن أكـونُ :

هــل مـلـيـكُـكِ الـقـاتـلُ؟

أمْ مـمـلـوكُـكِ الـشـهـيـدْ؟

***

يحيى السماوي

السماوة 4/6/2024

...................

(*) إشارة الى قول امرئ القيس في معلقته:

أفاطمَ مهلاً بعضَ هذا التدللِ

وإنْ كنتِ قد أزمعتِ صرمي فأجملي

*

أغرّك مني أنّ حبكِ قاتلي

وأنك مهما تأمري القلبَ يفعلِ

(**) إشارة الى قول طرفة بن العبد في مطلع معلقته :

لخولة أطلال ببرقة ثهمدِ

تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد

(***) إرم: هي مدينة "إرَم ذات العماد" التي ورد ذكرها في القرآن الكريم في سورة الفجر ..

 

في نصوص اليوم