نصوص أدبية
عبد الناصر عليوي: الدب وسياسة احتواء الذئب
دُبٌّ رَمــتــهُ غــرائــبُ الأقــدارِ
لــيــحوزَ كــرمًا مُــفعَمًا بــثمارِ
*
فــيهِ الـعناقيدُ الــشهيَّةُ والـجَنى
مــا قــد يُــثيرُ غــريزةَ الــمَكّارِ
*
قــد حــرَّكتْ ذِئــبًا هزيلًا جائعًا
عــانى من الويلاتِ بعدَ حصارِ
*
بــدأَ الــتَّحرُّكَ كــي ينالَ مُرادَهُ
ويــصيبَ قسمًا من خراجِ الدارِ
*
ولــديهِ ألــفُ وســيلةٍ وطــريقةٍ
يــبتزُّ خــوفَ الأحــمقِ المِهْذارِ
*
وكــلاهُــمــا يــتــقرَّبانِ تَــزلُّــفًا
يــتــبادلانِ رســائــلَ الأخــبــارِ
*
والــدبُّ مــسرورٌ لــيوهِمَ رَبْعَهُ
فـيُــصَفِّقوا لــلــفارسِ الــمغوارِ
*
بَــسَــمَاتُهُ يـخـفي بــها خــيباتِهِ
مُــتــظاهرًا بــالــعزِّ والإكــبــارِ
*
وهـناكَ فــوقَ التلِّ يجلِسُ ثعلبٌ
ويــراقــبُ الأحــداثَ بــالمنظارِ
*
فـيخاطبُ الــدبَّ البسيطَ محذِّرًا
كــي لا يــكونَ ضــحيةً لــلجارِ
*
يـادبُّ دَعْــكَ مــن السياسةِ إنَّها
حِــكرٌ عــلى الــنُّجباءِ والشُّطَّارِ
*
يــادبُّ دعــكَ مــن الذئابِ فإنَّهم
رَهْــطٌ مــن الأَنجاسِ والأشرارِ
*
إنَّ الذئابَ وإنْ ظننتَ وضوحَهمْ
بــحرٌ عــميقٌ غامضُ الأسرارِ
*
فــيهِ مــن الحيتانِ كلُّ مضرَّسٍ
تــرويضُهُ صَــعْبٌ على البحَّارِ
*
لا يــقهرُ الــحيتانَ غيرُ مُجرَّبٍ
قـــد قــلَّــعَ الأنــيابَ بــالأسفارِ
*
مازالَ يُصغي للشيوخِ ونُصحِهمْ
ويــخافُ مَــكْرَ الــساكنِ الغدَّارِ
*
وتــظنُّ نَفسَكَ قد غدُوتَ مُحنَّكًا
جَــلْدًا عــلى الأهوالِ والأخطارِ
*
نــمْ عِــندَ أُمِّكَ يا غلامُ فلمْ تزلْ
طــيرًا صــغيرًا أصــفرَ المنقارِ
*
بَشَرٌ على ظهرِ السفينةِ قد غدتْ
أرواحُــهــمْ مــرهــونةً بــقــرارِ
*
يــخشَونَ نــزوةَ ســادرٍ متهوِّرٍ
تُــلْقِي بِــهمْ كــنُشَارَةٍ فــي النارِ
*
هُــمْ ســادةٌ رُغْــمَ الــلئامِ أعــزةٌ
مــا هُــمْ مــن الأنــعامِ والأبقارِ
***
عــبد الناصر عــليوي الــعبيدي