نصوص أدبية
صبيحة شبر: الانتظار لا يجدي
طال بها الانتظار، لرسالة تصلها من الحبيب البعيد الذي سافر لبعض الوقت ووعدها انه عائد اليها ليتما فرحهما بحضور الأسرة والأصدقاء، كثيرا ما جوبهت بسؤال متكرر
- ما اخبار احمد؟ الم تصلك رسائلة ويطمئنك انه سيعود الى الوطن من جديد
- لا خبر جديد
- وما زلت تنتظرين؟
- احساسي يخبرني انه صادق وسيعود
- جميل ان تشعري بمثل هذا الشعور انت واثقة بنفسك، يا ليتني كنت مثلك
ويطول انتظارها ويكثر طرح الاسئلة عليها وكل سؤال تشعر انه يصوب إليها محاولا النيل منها والقضاء على إرادتها وقدرتها على الانتظار
أسرتها واثقة منها وتدرك ان ابنتهم تفعل الصواب وحين تعلم ان الانتظار لا يجدي فانها حتما سوف تغير المسار
انها ناجحة بالعمل سعيدة مع الاسرة لها الكثير من الصديقات المقربات اللاتي تثق بهن وتتبادل معهن الأفكار والاهتمامات وحتى الزيارات، يتبادلن الزيارات ويرقصن ويستمعن الى الموسيقى والأغاني ويضحكن ساعيات الى قهر التوتر الذي يشعرن به جراء العمل والروتين والكلمات الطاعنة والتي لا تأمل بها خيرا ولا ترجو منها الشفاء
- عام واحد وأعود لنتزوج ويضمنا بيت ونكون أسرة وأولاد
والعام يطول ويتعه العام الثاني والثالث دون ان يصلها خبر واحد يخفف متاعبها الأخذة بالازدياد
في عيد المرأة هذا العام كل صديقاتها احتفلن بالمناسبة السعيدة وتلقين باقات من الورد من الأحبة الا هي فلم تتلق الورد من الحبيب الغائب بل وصلتها باقات من صديقتها سامية واخيها منير وزميلها الصديق المقرب في العمل زهير، وهذا الاحتفاء يكفيها ليبين انها محبوبة ومعها من يفكر بها ويتمنى لها السعادة والهناء
فتقرر شيئا وتقول لنفسها :
نفسي اولا وسعادتي مع أسرتي ومن يحبني هي الأولى في سلم الاهتمامات
***
صبيحة شبر
29 فبراير 2024