نصوص أدبية
وليد الزوكاني: كيف ينجو؟
صرَخوا في وَجهِهِ:
كيسُ عظامٍ صغيرٍ.. دَخَلَ
الصَّفْعةُ أيضاً دخلتْ،
خَدُّهُ الصغيرُ
ظلَّ مُعلَّقاً في الهواء كخطيئة.
*
فكّر أن يُربّي شاربينِ طويلين ليَنجو
الصّراصيرُ التي مَشَّطتْ العالمَ بشاربينِ جَسورَين،
واستقرّتْ في بيتِهِ
لم تعُد تقَعُ في شِراكِهِ.
*
كلّما رأى يداً تُداعبُ قِطّاً تمنّى أن يكونَهُ،
وحدها القططُ
تتقاضى أجراً باهظاً على كسلها.
*
يوشكُ على الكتابة
تحيطُ الصّوارمُ بيديهِ كأنّهُ يوشكُ على مَذبحة،
الأملُ:
غُرفةٌ صغيرةٌ يُفلتُ غدَهُ فيها
الموتُ:
نقطةٌ مُتدَحرجةٌ تنتظرُ أن يتعبَ النصُّ
أو تبرأَ جروحُهُ لترتاح.
الحبُّ:
يطيرُ إليه مثلَ فراشةٍ منذورةٍ للولَعِ
ولا يجلسُ إليه.
كيف يُخاتِلُ الإملاءَ؟
وضعَ كلَّ لِحيتِهِ على الهمزةِ لتَطمئنّ
وقعَدَ أمْرَدَ البال.
*
يتعلٌقُ بدابّةِ الأملِ إلى رَحابةِ الله
يعودُ خاويَ الوفاض.
يرشو مؤَخّرةَ رأسِهِ
ليذهبَ في جُمجمتِهِ الفَضفاضةِ إلى حديقة عِصيان،
إذ يمرُّ النايُ مثلَ خيطٍ نحيلٍ على خَصْرِ الغيابِ العاري
يتبعُهُ.
يوشكُ أن يقَعَ من ثقوبِ الشَّغَفِ المشغولةِ بالحنين
لولا أنّ أصابعَها سدّتْ عليه الطريق.
*
حين أزاحَ السّتارةَ غضِبتْ..
بارزَها بسيفٍ أطرى من الماء
وقتلها من شدَّة الضّحك.
*
هل رأيتَ المدينةَ؟
هل فَلَيْتَ شوارعَها شارعاً شارعاً،
وأسواقَها دُكّانةً دكانة؟
ليلُها ظِلُّ عصا الشّرطيِّ
نهارُها سيرةٌ لفَداحَةِ الملكِ.
وفيمَ يتعجّلُ الناسُ؟
لعلّه الهروبُ من الغابةِ إلى خَشبِ الأثاثِ
ومن ظلِّ الشّجرةِ إلى قُفْلِ الباب.
*
يحدُّ الوطنَ جداران،
جدارٌ ينقضُّ يَدقُّ عنقَهُ،
جدارٌ يقفُ، يَعْميه.
الثلاثةُ عِلِّيَّةٌ مقدّسةٌ لا يمكن الخروجُ منها أبداً..
إن أردتَ الصعودَ
عليكَ أن تَحفِرَ حُفرةً في الأرض، وتلجَ منها.
الأربعةُ أرضيّةٌ
لكنْ عليكَ أن تَخترعَ السلطانَ
وترشو حاجبَهُ ليفتحَ لكَ الباب!
*
في المرّة الوحيدةِ التي فكّرَ أن يلتقي فيها معَ نفسِهِ،
حالتْ بينهُما المرآة.
***
وليد الزوكاني - سورية