نصوص أدبية
عبد الناصر عليوي: سار الحجيج
بـَــاتَ الـحَـجـيجُ يـَضـمُّهمْ عـَرفـاتُ
تَــغـشـاهـمُ الأنــــوارُ والــرحـمـاتُ
*
أرضٌ مـــبـاركـــةٌ وربٌ غـــافــــرٌ
يـاسـعــدهمْ بـصـعـيدهـا قــد بـاتــوا
*
مِـن كـلِّ أحْــدَابِ الـبسيطةِ غـادروا
وبــمـــكّــةٍ تــتـــجـمّـعُ الأشـــتــاتُ
*
فـعـلى الــوجــوهِ بـشـاشةٌ ونَـضَارةٌ
وعــلـى الـثّـغـورِ توزَّعتْ بـسـماتُ
*
جـــاؤوا لـمــكّةَ والـحــنينُ يـسوقُهمْ
لــمّــا رأوهـــا فــاضـتِ الـعَـبَـراتُ
*
وتـهـدَّجَـتْ أصـواتـهمْ فــي غَــمـرةٍ
عــنْ وصـفـها قــد تـعـجزُ الـكلماتُ
*
بــمــآزرِ الإحــرامِ حــيـنَ تـتـوّجـوا
كـالـثـلـجِ إنْ مُـلِـئَـتْ بــهِ الـفـلــواتُ
*
طــافــوا بـبــيـتِ اللهِ مـــثـلَ نـبـيِّـهمْ
وعـلـى خـطــاهُ ســارتِ الـخـطواتُ
*
ونِـــدائــهـمْ لــلــهِ بــــاتَ مُــوَحّـــداً
لا ألــســنٌ مَـــنـعـتْ ولا لــهــجـاتُ
*
لَـبـيــكَ ربـــي كـلُّــهـمْ قـــد قــالـهـا
بــاسـمِ الإلـــهِ تـعـالــتِ الاصــواتُ
*
لــبـيـكَ قــالـوهـا بــصــوتٍ واحـــدٍ
ضــجَّـتْ بـهـا الآكــامُ و الـسّـاحاتُ
*
لــبــيـكَ قــالــوهـا بــغــيـرِ تـــــردّدٍ
و تــسـارعــتْ بـقـلـوبـهمْ خــفـقـاتُ
*
يـدعـونَ لـلـرحمنِ دعــوةَ مُـخْـلصٍ
مـــا شــابـهـا زَيــــفٌ ولا غــايـاتُ
*
طُـوبـى لــهـمْ أدَّوا فـريـضةَ حَـجِهمْ
و تــحـقـقـتْ لــنـفـوسـِهمْ رغـــبـاتُ
*
وبـطـيـبةٍ زاروا لـقـبـرِ الـمـصـطفى
مِــنْ نَــفـحِ روضـتـهِ أتــتْ نَـسماتُ
*
سَــكِـرَ الـــذيـنَ تـتيَّـموا فــي عِـشقهِ
وتـلـجْـلـجتْ بــصـدورِهـمْ زفــراتُ
*
إنَّ الـــذيــنَ تــهـاونـوا فـــي حـــبـهِ
ســيَّـانَ إنْ عــاشوا وإنْ هُــمْ مــاتوا
*
حـــبُّ الـنـبيّ فـــريـضةٌ فــي ديـنـنا
ولـــنــا بـــحــبِ رســولِــنـا آيــــاتُ
*
صــلـوا عـلـى خــيـرِ الانــامِ مـحمدٍ
حــتــى تــحـلَّ عـلــيـكمُ الـبــركـاتُ
*
ربَّـــاهُ تـعـلــمُ أَنـــتَ كـــلَّ خـطـيئةٍ
فــي الـجهرِ أو مـا أضْـمَرَته الـذاتُ
*
مَـنْ لي سـواكَ إذا الذنوبُ تعاظمتْ
و رَبَــتْ عـلـى حـسـناتـيَ الــزّلّاتُ
*
أبـــوابُ عــفـوكَ لا تـــردُّ لـسـائــلٍ
قــــد أوقـعــتـهُ بـفــخِـها الـهـفــواتُ
***
عبد الناصر عليوي العبيدي