نصوص أدبية
قصي الشيخ عسكر: العرّاف
من قصص الومضة
مقابل كل قصيدة أكتبها يقول العراف ينقص عمري شهرا
مازلت أكتب الشعر كأن الخبر يعني شخصا آخر.
2
عرفتُ من مركز تجميد الحيامن أن هناك 500 أمرأة تلقحن مني، ولائحة القانون تمنحني الحق في رؤية ابنائي الموعودين وقتما أشاء، كنت فرحا بالخبر وتساءلت من من ابنائي وبناتي الخمسمائة سيكون الأحبّ إليّ؟
3
سرق لصوص الصخرة التي يبث كل منا سرّه عندها، مازلنا منذ ذلك اليوم ونحن نبحث عن مكان نلقي فيه أسرارنا.
4
كنت أظنّ ابني رمزي يمزح حين يصف نفسه بالملحد، فلم يكن ليعنيه وهو المولود في بريطانيا أنّ أبويه من العراق وأنّهما كاثوليكيان، وغالبا ما كان يذهب معهما إلى الكنيسة ويحتفل شأنه شأن الجميع بالمناسبات الدينيّة.
لقد سُعِدتُ حين أنهى المرحلة الابتدائية، فرغبت في أن يتقدّم إلى المدرسة الكاثوليكية لا لغرض أن يدرس اللاهوت بل لأنّها من أرقى المدارس في مدينة نوتنغهام.
لكنّ الأمر الذي يبدو غريبا أنّ رمزي قلب المزحة إلى جِدٍّ يوم كتب في استمارة المعلومات الرسميّة الخاصة بالمدرسة الكاثوليكيّة في حقل الدين أنه ملحد!
والأكثر غرابة من ذلك لو كان كتب دين أبويه لأُعفِيَ من ضريبة النقل والطعام التي تشكّل عبئا على ميزانيتي.
سألته وأنا أكبت غضبي: لماذا فعلت ذلك
قال مزهوا بما فعل: أنا ملحد هذا أمر يخصّني.
لكننا في هذه الحالة سندفع كلّ شهر 250 جنيها أجور نقل وطعام
فأجاب بهزّة من كتفيه: هل تريدني أن أكذب من أجل التوفير؟
صُدِمت
حقّا صُدِمتُ.. رحت أسير معه إلى البيت بخطى مثقلة وكأنّي ماش في حفلٍ جنائزيّ بطئ.
***
د. قصي الشيخ عسكر