نصوص أدبية
سُوف عبيد: غار حوشنا القديم
مَثَله مَثَلُ رحم الأرض
دافئ في ظلامه
أليف في صخره
لا وحي فيه
إلاّ… همس الأرض !
*
في حوشنا القديم
مائدة الشّاي كانت تجلس القُرفصاء
في الظل .. بيننا
مرة في الصّباح
مرة في البكاء
حينما
خرجت جدتي في بياض البياض
اِنتظرت
اِنتظرت
ولم تعُد
*
في حُوشنا القديم
أبي .. متربّع على حصيره
حبّةٌ إثر حبّة … في سُبحته
صحراء في صمته
أسمر في جبّته
البيضاء
أمّي
عروس دائما
ما أحلى بسمتها في سِواكها
بين الجمر والفنجان يدُها
لمّاعةٌ فضّتُها في سوارها
أمّي
*
في حُوشنا القديم
الشّمس
ترتقي… تتدحرج أمامي
ثمّ تغرق في الرّمل
النجوم
أقرب إليّ من السّوق
كم مرّة اِشترت عيناي
تصاوير بالألوان
من الأقمار
كم مرّة ركبت الهلال أرجوحة
وغسلت له يديه
في إناء الفخار
*
في حوشنا القديم
الشّوك والحصى
أقدامي كانت الأرض
على مدى البصرْ
بلا حذاء .. بلا حدود
وبلا جواز سفرْ
***
سُوف عبيد – تونس