نصوص أدبية
إسماعيل مكارم: حكاية ُغريب
هل للغريبِ هنا قضِيّه؟
هل للغريبِ هنا حقّ السّؤالْ ؟
هل للمُهاجِر ِهنا ذاك الإسمُ
أوالعائِلة ُ الكريمة ْ؟
ليس للغريبِ هنا سوى رقم ٍ
وبعض أحْرُفٍ كتبتْ بدَفترْ .
هل لي ولكَ هنا جُغرافيا أو تاريخْ؟
ليس لي ولكَ هنا
حَتى دفء الرّغيفْ
ليس للغريبِ هنا
ديوانٌ،
مَضافة ٌ،
كلمة ترحاب ٍ،
وقولُ: يا هَلا بالضيوفْ....
ليس للغريبِ هنا
سوى مَصابيح الرّصيفْ.
**
لا نسمَعُ هنا صَوتَ البائع أبي محمود
في الصّباحْ،
لا نرى ابتساماتِ الأهلِ والأحبة
في سهراتِ الصّيفْ.
لا يَفرَحُ الأطفالُ في بيتِنا
لعودةِ الراعي – الولد – وضّاحْ،
من الجبل ِ الأخضرْ.
لا حاجَة َ لتذكير الغريبِ بوطنِه
فهو يَزورُهُ كلّ ليلة ٍ
في المَنامْ.
**
موحِشة دنيانا هنا ..
بل غليظة القلب ...
لا تلقاكَ هنا
أشجارُ التينِ، والزيتون ِ
وعشبة ُ الزعتر
ونبتة ُ العَكوبْ.
لا حاجة َ لتذكير الغريبِ بوطنِه
فهو يزورُهُ كلّ ليلةٍ
في المنامْ.
**
مِسكينٌ أنتَ
يا ابنَ أحمدٍ
مسكينٌ أنتْ،
لقد انتزعوا مِنكَ عقالكَ
والكوفية ْ
حَرَموكَ التكلمَ
بِلغتِكَ العَرَبيّة ْ.
لا حاجَة َ لتذكير الغريب بوَطنِه
فهو يَزورُه كلّ ليلةٍ
في المَنامْ.
***
بقلم: إسماعيل مكارم
كتبت عام 2018