نصوص أدبية
وفاء كريم: أوراق الصمت
كل الاوراق التي
انتعشت من صمتي
كتبت عليها
الرياح أسماء
وهمية وطيرتها..
هل علي ان ألهث
وراء قصيدة
ينفخ عليها
فتطير بخفة ريشة..
هل علي أن أستجدي الكلام
من عتمة ليل عقيم
ربما علي أن
سأسمي الاشياء بمسمياتها
القطيعة هي القطيعة
والخذلان هو الخذلان
والخيانة هي الخيانة
حتى لو جاءتك
بإبتسامة عريضة على وجهها
حاملة بين يديها
باقة من زهر التوليب الأحمر
ربما علي ان لا
ارسل حاستي السادسة
وراء
هذيان لا لون و لا رائحة
ولا طعم له..
سأضرب على أذني
حتى تمر القوافل
المحملة بطنين الذباب
ربما..
لم يعد الوقت يشبهني
الان ..
الوقت صار يشبه القيامة
دعوني أكلم حزني قليلا
قبل أن أغمض عيني
للأبد..
على من أغمضوا عيونهم عني..
وأغلق الذي مايزال مواربا
من أبوابي..
وأغلق قصيدتي
المفتوحة على المدى
والبحر..
وأقف بعيدا..
أمحو عن كفي خطوط الحب
الوهمية..
وأمحو عن أصابعي بصمات
قصيدة عابرة
وأتركها فقط
لألوح بها تلويحة الوداع
للغرباء و العابرين..
وحين تناديني
من وهمها الأسماء
سأقول لا وجهة محددة
للمشتاق..
ولن أدخل جنة
يسألني حراسها
من أنت !؟..
سأعلم كلماتي
كيف تسير علي قدميها
بحذر شديد على
أطراف الأحجية..
وتمنحها نصف الجحيم
الموعودة به..
لن أوقع بإسم مستعار
على أوراق الصمت
سأترك الرياح توقع
عليها كيفما تشاء
وأينما تشاء..
لن اكتب على الظل
حرفا واحدا من إسمي
انا التي
منحت ليلك
حلما جميلا لتستر به
عورته
أمام
النجوم البعيدة..
سأكتب اليوم
دون ان أفتح قواميس
اللغة القديمة
الآن .. الآن
لا وقت لشروقي
ولا وقت لغروبي
لا صلاة ترهق كاهل
الليل ..
ولا وهم يغني
علي وتر
نشاز..
***
بقلم: وفاء كريم