نصوص أدبية
عبد اللطيف رعري: في مخيلتِي
في مخيلتِي أنِّي سأقتَرِفُ مزيداً من الهَفَواتِ ….
سأحترفُ ساعات حزني
بدلَ انشغالي
بالثورة..
سأركضُ كغزالٍ هاربٍ من عين الشَّمسْ.. أتغنَّى بالمحرّمات كلها
وأنتهي في قمم الجنون..
أغالطُ حقائق الأشياء…
أمارسُ طقوسي السحرية
لتنهار تحت قدمي سلفيات الفكر العقيم…
وأراهم بعين الحق….
سكارى….
عراة….
أختلقُ لهم الهزائم ثمَّ ألوي الأكعابَ بحبل كان في الماضي وصمة للعار…
سأحرق كلَّ القوارب البئيسة من شطِّ عزلتِي ..
وأصلب الأشجار جدعاً جدعاً لأثقاب الجدران..
أرخي على الجبلِ فورة غضب الأولياء..
نعم سينهار الدير والخلوة…
ويتدفق مداد الكهنة على الألواحِ…
نعم سأحطم السَّرَايَا وصالات المتعة وقاعات الخطيئة الكبرى…
سأعدم أدميَّاتي بمسامري أنا
ليس بمعول جدنا المعظَّم ناهب سحنة الفرح عن السَّماء….
سأكنس الأرصفة من مصفاة السجائرِ..
من آثار الكسلِ..
من بقعِ الدمِ المغدور ..
وخزرة العملاء..
من اندسَّ منهم وماانجلى…
من بطش البذلة الموحدة وأصدافها وأصفادها…
سأنصب تمثالاً من الذهب لمن يزن ذهباً…
هذه الأرض تملكها الفراشات وتتَّسعُ للغائبين عن عرسنا…
لمن مشت أقدامهم حافية وسط الوحل…
لمن حوَّلوا الوادي أحمراً مقابل قطعة خبزٍ…
هي لسنبلة احتمت بظهر النَّهرِ
حتَّى تنطَّرَ في اليد منجل…
نعم سأشحن بطارية مصابحي بأعوادٍ هيَّأتها لموسم احتراقي…
وأعزمُ من كلِّ فجٍ عميقٍ
جاراتي
وأطيافي…
بائعة الخبز بالحارة..
حفظة ألغاز الطير..
ونكسُّر السَّاعات..
ونقوِّمُ العاهات..
وأمسحُ تجاعيد الوقتِ عن الوجوه..
أمَّا عن وسادة السلام فلكلٍ منَّا شجرته الأصلُ…
يستظل بظلها…
يستأنسُ يهذبها
ويستبيحها للشهوة والتَّشهي….
***
عبد اللطيف رعري
01/03/2023
منزوياً في مارستان للأمراض النفسية أنتظر إخلاء الممرات من المرضى، لنرصعها بمزهريات مختلفة احتفالاً بعودة الروح للجسد لشاعرٍ أحسَّ أنّهُ لا يشبهُ باقي الشعراء…قد أكون أنا المعني بأنانيتي وقد يكون شاعر آخر في مكان ما…