نصوص أدبية
مُحمَّد جَوادّْ سُنّْبَه: أَنَا وتَنَبُؤآتُ حِمَارِيَ
الحَصِيّْفْ!!!.
قَالَ لي حِمَاري صَاحِبُ التَّنبُؤآتْ.
يَا ابْنَ (سُنّْبَه)، أَ لكَ عِلّْمٌ بِمَا هُوَ آتْ؟.
وَ هلّْ تَدري بِمَا تَحمِلُ الأَيَامُ مِنّْ مُصيّْبَاتْ؟.
قُلّْتُ:
أَنّى ليَ العِلّْمُ، فَلَسّْتُ مِنْ أَهلِ الكَرامَاتْ.
قَالَ حِمَارِيَ العَزيْزِ:-
دَعّْني أُخّْبِرُكَ بِمَا ليّْسَ لكَ بهِ عِلّْمٌ ولاَ إِحَاطَاتْ.
قُلّْتُ:-
يَا حِمَارَنا الجَليّْلِ قُلّْ .... لاَ تَثريّْبَ عَليّْكَ ولاَ جِنَايَاتْ.
وَ القَوّْلُ لَيّْسَ مِنَ الممّْنوعَاتْ.
قَالَ حِمَارُنا الحَصِّيْفِ:-
يَأْتي زَمانٌ على أَهلِ دِجلَةَ والفُراتْ.
تَظْهَرُ فيهِمّْ إِمّْرأَةٌ اسمُها (بلاسخارتْ).
تُصاحِبُها سَفيرةٌ مِنْ بلادِ (اتّْحادِ الولاياتْ).
هُنَّ على الآراءِ مُتَّفِقاتْ.
وَ بأُمُورِ السِّياسَةِ عَليّْمَاتْ.
وَ قَراراتُهُنَّ نَفّْسُ القَرَارَاتِّ، مُتَطابِقَاتٍ مُتَناسِقَاتْ.
أَصّْبَحنَ بالعِراقِ هُنَّ الآمِراتِ النَّاهِيَاتْ.
إِذا أَشَارَتّْ إِحدَاهُنَّ بأَصَابِعِهَا المُخَضَّبَاتْ.
صَارَ الأَمْرُ أَمّْراً كالآيَاتِ البيِّنَاتْ.
وَ العَامِلُ بهِ كالعَامِلِ بالبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتْ.
فَلا مَنَاصَ مِنْ تَنفيّْذِ أَمْرِهِنَّ مِن بَعّْضِ رِجَالِ السِّيْاسَاتْ.
وَ بغمَزاتِهِنَّ يَتحرَكُ كُثّْرٌ مِنْ أَهلِ الزَعَامَاتْ.
ابتسَامَاتُهُنَّ لَها مَقَاصِدٌ وغَايَاتْ.
يَعرِفُ أَسْرارَهَا بَعّْضُ الرَجَالاتْ.
وعُبُوسُهُنَّ لَهُ دَلالاتٍ وإِشَاراتْ.
يَفّْهَمُهَا بَعّْضُ أَصّْحَابِ الرِّيَاسَاتْ.
إِذا انّْزَعَجَتّْ إِحّْدَاهُنَّ؛ فإِنَّها تَمّْحي قِيَادَاتْ.
وَ إِذا فَرِحَتّْ إِحّْدَاهُنَّ؛ فإِنَّها تُحْيي سِيَادَاتْ.
قُلّْتُ:
يَا حِمَارَنَا المُفَدَّى بالرُّوحِ والقَلّْبِ والمُقُلاتْ.
وَ مَا تَكليّْفُنَا في تِلّْكِمُ السَّاعَاتْ؟.
قَالَ حِمَارِيَ العَليّْم:-
مَنّْ أَدرَكَ مِنّْكُمّْ تِلكَ الفَاجِعَاتْ.
فَلا يَعّْجَبُ مِنْ ارتِفَاعِ سِعّْرِ الدُّولاراتْ.
وَ ليَبّْشِرْ بِغَلاءِ الحَاجَاتِ، وقِلَّةِ الخَيْراتْ.
وَ يَكّْثِرُ بَيّْنَ الشَبَابِ تَعَاطِي المُخَدَّراتْ.
وَ تُعَطَّلُ أَرَاءُ أَهلَ العِلّْمِ والخِبّْراتْ.
وَ تَشِيّْعُ بَيّْنَ النَّاسِ كَثيّْرٌ مِنَ السَّخَافَاتْ.
وَ تُنّْهَبُ أَمّْوَالُ الشَّعّْبِ وتَضِيّْعُ الثَّرَواتْ.
وَ يَكّْثِرُ فِيْ الشَوَارِعِ المُتَسَوِّليْنَ والمُتَسَوِّلاتْ.
وَ تَتَفَّشَى البَطَالَةُ بَيّْنَ الشَبَابِ والشَابَّاتْ.
وَ يَكّْثِرُ شُرّْبُ الخَمّْرِ وتَزّْدَهِرُ الحَانَاتْ.
فَمَنّْ أَدّْرَكَ تِلّْكَ السَّاعَاتِ وهَذِهِ البَليّْاتْ.
فَليَلْزَمّْ طَريّْقَ الحَقِّ، فَالعَيّْشُ بدُونِهِ هَيّْهاتَ هَيّْهاتْ.
قُلّْتُ:
فِدَاكَ نَفّْسِي مِنّْ عَليّْمٍ بِالغَايَاتْ.
فَقَدّْ ضَاعَ العِراقُ في زَمَنِ الحُريّْاتْ.
وَ ضَاعَ أَهْلُهُ بَيّْنَ السِيَاسِيّْينَ والسِيَاسِيّْاتْ.
ضَاعَ الجَميّْعُ بَيْنَ النَاهِبيْنَ والنَّاهِبَاتْ.
تَعَالَ يَاحِمَارِيَ النَّبيّْهِ؛
دَعّْني أُقَبِّلُ جَبيّْنَكَ والوَجَنَاتْ.
أُقَبِّلُ ثَغّْرَكَ؛ ذَا الحِكَمِ البَليّْغَاتْ.
يا ليّْتَ رَبّْي يَمّْسِخُني حِمَاراً لأَكُونَ مِنّْ أَهْلِ الدِّرايَاتْ.
***
مُحمَّد جَوادّْ سُنّْبَه