نصوص أدبية
عقيل العبود: قوارير الطغاة
وجد نفسه أمام سؤال يحتاج إلى تدوين، اتخذ زاوية من المكان، غار في محيط صمته الواهن، استرسل في أفكاره خلف دوامة هذا الضجيج، فهنالك خَطْبٌ جَلَلٌ، ربما من قبيل تجاوز حرمات وطن تم تكبيله بعد اختطاف جميع ثرواته، وموارده قسرا.
اتخذت الأشياء صورا تختلف تماما عن صورها القديمة، وعلى غرارها خارطة القيم، فسدت لغة الألوان، واختلفت معها جميع الرموز.
لغة الشمس، استحال عنوانها القديم، ولذلك صارت للمعادلات نتائج مبتكرة، واتخذت تدابير لا يعرف مغزاها، الأشخاص الذين كان يعرفهم بالأمس انقلبت أفكارهم، صاروا يتصرفون بطريقة أخرى.
حلت رائحة الموت بدلا عن رائحة الحياة، أطلق العنان للأصوات التي أريد لها أن تعلو على حساب ذائقة العامة ذلك بعد أن تم الإتفاق على تصفية جميع العقول.
أبرمت مائدة مستديرة لإفساد الضمائر، ومصادرة رائحة الحياء ، غيروا ستائر المسرح، تبدلت الأدوار، تفشت ظاهرة الأصنام، وانحسرت مقولة الخلق.
اتخذ المخرج مكانا آمنا، ليتحدث إلى الجمهور بنكهة مخاتلة، تمت مراوغة ظاهرة الضوء، اختطف شعاع الشمس، ليتم استبداله بظاهرة الغروب.
اختفت خضرة الربيع، وحل محلها صفرة الخريف، عم الحزن مع الفوضى في أنحاء البلاد، ومعه قسرا صار للجلاد عرشا، بينما انصرف اللصوص، وتجار الحروب إلى مزاولة أعمالهم.
نهضت الفئران من مخابئها، انصرفت جميع الفضائيات إلى توحيد بياناتها، حتى انتشر الوباء، وأسقط حق الكلام في قوارير الطغاة.
***
عقيل العبود