نصوص أدبية
شيطانٌ بوجهِ إله
من كلِّ فجٍّ يأتيها غريبٌ بلونِ الموتِ
منقوشٌ على صدرهِ تابوتٌ وقبرُ ..
ونجمٌ مسدّسٌ ..
شيطانٌ بوجهِ إله .. / عاطف الدرابسة
قلتُ لها:
لم أعُد أسمعُ أصواتَهُم هُنا ..
لم أعد أسمعُ ماذا تقولُ أجراسُ الكنائسِ للمآذنِ ..
لا أعرفُ يا حبيبةُ ؛
هل هجرني المكانْ أم هل هجرتُ المكانْ ؟
تختبئُ الدّمعةُ في عيني كالأطفال ..
ويستيقظُ في صدريَ البُكاء ..
الحياةُ وجهٌ آخرُ للموت ..
والموتُ هو الوجهُ الثّاني للحياة ..
فلمن يا حبيبةُ أُصلّي؟
هل أصلّي للموتِ أم هل أُصلّي للحياة؟
سيّدُ الأرض شيطان ..
وسيّدُ الوقتِ شيطان ..
وبينهم وبينَ الشّيطانِ مواثيقُ وعُهود ..
هُم ينثُرونَ الدّمَ ..
ويزرعونَ الظّلامَ في أرض الأنبياء ..
والشّيطانُ حبرٌ أعظمُ ..
وملاك يُطفئُ نارَ الموتِ بالموتِ ،
كيف لا وهوَ سيّدُ المكانِ وسيّدُ الوقتِ ..
يا حبيبةُ :
أينَ غبتِ؟
أينَ اختفيتِ؟
فالمدائنُ تنامُ على الموتِ ..
وتستيقظُ على الموتِ ..
من كلِّ فجٍّ يأتيها غريبٌ بلونِ الموتِ
منقوشٌ على صدرهِ تابوتٌ وقبرُ ..
ونجمٌ مسدّسٌ ..
ومستطيلٌ بينَ بحرينِ وصحراءْ ..
يخطبُ بينَ الجُموعِ بصوتٍ مسموع :
أنا الخليفةُ والإمامْ…
وسيّدُ الفعلِ والكلامْ …
وخاتمُ الثّوّارِ ..
أنا البحرُ ..
أنا المحيطُ ..
أنا الخليجُ ..
أنا الفُراتُ ..
أنا النّيلُ ..
أنا سيّدُ الوقتِ ..
أنا الشّيطانُ لابساً وجهَ الإله ..
د.عاطف الدرابسة