نصوص أدبية
أحلامٌ مُعلَّقةٌ
أُعانقكِ عناقَ العائدينَ
من وراءِ القُضبان
من مُدنِ الخوفِ
أحلامٌ مُعلَّقةٌ / عاطف الدرابسة
قلتُ لها:
هل تجمعُنا الأحلام
في ليلةٍ
لا قمرَ فيها
إلَّا وجهكِ
نخيطُ للآمالِ
ثوباً من يَاسمينِ الشامِ
ونخيلِ العراق ...
هل تجمعُنا الأحلام
قبلَ أن يذبلَ
في الرُّوحِ
العمر
كما يذبلُ زهرُ الليمونِ
في أوَّلِ نيسان ...
تعالي نلتقي ...
قبلَ أن يهدأَ الموجُ
في العيون
قبلَ أن يموتَ
في الخيالِ
الجنون
قبلَ أن ينتحرَ
في الفمِ المكتومِ
الجواب
قبلَ أن ندخلَ
أزمنةَ
السَّراب ...
تعالي ...
تجمعُنا الأحلام
قبلَ أن تنهشَ العمرَ
أنيابُ الأيام
قبلَ أن ينامَ
في قرارةِ الرُّوحِ
السؤال ...
تعالي ...
تجمعُنا الأحلام
قبلَ أن تسكتَ الشَّمسُ
عن الكلام
قبلَ أن يُخرِسَ الغروبُ
أوَّلَ النَّهار ...
تعالي ..
تجمعُنا الأحلام
قبلَ أن يصدرَ القرار
وتقصِفُ المدنَ التائهةَ
مدافعُ الحُلفاء ...
تعالي ..
ننثرُ حبَنا
تراباً
زهراً
على آخرِ الدِّماء
قبلَ أن يتسلَّلَ
إلى عروقِ الحُلمِ
الوباء
قبلَ أن تدهَمَنا
أفكارُ الماضي
البعيد
وترقصَ
على أنغامِ أوجاعِنا
جحافلُ الغيوم
فيندحرَ
في مُنتصفِ الحُلمِ
العمرُ الجديد ...
تعالي
نركضُ بينَ الأشجارِ
كطفلينِ
نركبُ موجَ الخيالِ
كشاعرٍ خارجَ العقل
كبيتين:
الأوَّلُ آخرُهُ
حاء ...
والآخَرُ آخرُهُ
باء ...
ونغيبُ عندَ
الرَويِّ
حتى الارتواء ...
تعالي ...
أُعانقكِ عناقَ العائدينَ
من وراءِ القُضبان
من مُدنِ الخوفِ
والسكوت
من أعماقِ
أنقاضِ البيوت ...
تعالي ...
قبلَ آخرِ قنبلة
قبلَ آخرِ طائرة
تحملُ على جناحيها
قُبلَ الموت
نرفعُ أحلامنا
من تحتِ السُّقوفِ المُهدَّمَةِ
ونمضي
مثلَ السَّحاب
نسألُ السفرَ
عن وجعِ الغِياب
نزرعُ هناكَ
شجرتينِ :
واحدةً
من أرضِ الشام
وواحدةً
من أرض العراق
وحين يأفلُ العمرُ
ويحينُ موعدُ الرَّحيلِ
نوصي آخرَ الأحفاد
أن يضمَّنَا قبران :
واحدٌ يستظلُّ بشجرةِ العِراقِ
وواحدٌ يستظلُّ بشجرةِ الشام
د. عاطف الدرابسة