نصوص أدبية
آخرُ ابتسامة
سأُعطي ما تبقَّى
من آخرِ ابتسامةٍ
لآخرِ طفلٍ
آخرُ ابتسامة .. / عاطف الدرابسة
قلتُ لها:
تعبَت قدماي قُبيلَ الغروبِ
وبرَدَ الجسد ..
أرى الموتَ يحملني بين يديهِ
مثلَ حقائبِ السَّفر ..
ودَّعتُ كلَّ المدنِ الغارقةِ
مثلَ السُّفن ..
حين تتكسَّرُ المجاديفُ
وتتمزَّقُ الأشرعةُ
ويعصفُ بها الموجُ
وتسكنُ في أعماقِ البحرِ
إلى الأبد ..
سأُودِّعُ كلَّ الأرصفةِ
وكلَّ الحقولِ
وكلَّ السهولِ
وكلَّ الفصولِ
التي تروي حكايا الكادحين ..
حين يذوي
في عيونِهم
آخرُ غُصنٍ في الوطن ..
سأُعطي ما تبقَّى
من آخرِ ابتسامةٍ
لآخرِ طفلٍ
يلهو ساعةَ الأصيلِ
في الطرقاتِ الخاويةِ ..
وفي عينيهِ
دموعٌ عتيقةٌ
تشهدُ بالألم ..
سأبحثُ هناك ..
عن مَرقدٍ
بينَ الأموات
له سبعُ نوافذَ
وسبعةُ أبوابٍ
وقوسان :
قوسٌ للحريَّةِ
وقوسٌ للنَّصرِ
وحوله نخلتان :
واحدةٌ للعراقِ
وواحدةٌ للشآم
وأمامه من نحوِ الجنوبِ
بركةُ ماء ..
يساورها شجرُ الرُّمان
يصرخُ كطيرِ حمام
يبكي ما تبقَّى من عدنٍ
ومن صنعاء ..
د.ع