ثقافة صحية

أكرم عثمان: تعفن الدماغ ( Brain Rot)

التدهور المتوقع للحالة الذهنية أو الفكرية للشخص من الإدمان على الإنترنت

مقدمة: مع قدوم شبكة الإنترنت وتعاظم تدفق المعلومات وتنوع مواقع التواصل والمواقع الألكترونية، تعددت المصادر وأصبحت تشكل ضغطاً على كاهل المتابع والمشاهد لها، فجاءت تحمل في طياتها الغث والسمين النافع منها والضار، وزاد في الأمر ظهور اختصارات وفيديوهات متنوعة في زمن لا يتعدى ثواني أو دقائق بمحتويات متناقضة وسريعة وغير ذات نفع لا تعطي مجالاً للفرد أن يفكر أو يشغل ذهنه، بل تجعله يستسلم للأفكار المطروحة دون نقاش أو حوار أو إعمال العقل ومحصلة ذلك تعوده على الإدمان وعدم الصبر وقلة التحمل وبرمجة ذهنه بطريقة سلبية دون حراك أو مشاركة فعالة ونشطة.

"فقد ظهر في العام 2024 مصطلحاً غريباً ومثيراً للاهتمام والملاحظة، عرف ب " تعفن الدماغ "   Brainrot ""  هي الكلمة الرسمية لعام 2024، وفقاً لقاموس أكسفورد الإنجليزي (جامعة أكسفورد) أن تعفن الدماغ هو" التدهور المتوقع للحالة الذهنية أو الفكرية للشخص "، الناتج عن" الاستهلاك الزائد عن الحد والمفرط " للمواد التافهة قليلة الفائدة التي يشاهدها ويتابعها على الإنترنت. وقال (كاسبر جراثوهل)، رئيس لغات أكسفورد،:" أن "تعفن الدماغ" يتحدث عن إحدى المخاطر المتوقعة للحياة الافتراضية، وكيف نستثمر وقت فراغنا بطريقة فعالة ومجدية ". وأن مؤشرات معدل استخدام التعبير عن هذه المشكلة ارتفع بنسبة 230 بالمئة بين عامي 2023 و2024، وكان شائعاً بشكل خاص هذا العام على TikTok. لقد تفوقت على خمس كلمات أخرى من تأليف لغويين في أكسفورد وتم تقديمها للتصويت العام، الذي شارك فيه 37000 شخص.[1]

التشويش العقلي إلى أين،،،

يعتبر تعفن الدماغ "Brainrot"هو حالة من التشويش العقلي والتدهور المعرفي الناتج عن التفاعل المفرط والزائد عن الحد في شبكة المعلومات الإنترنت. فهو مصطلح ليست طبياً، ولكنها ظاهرة حقيقية يعيشها من يدمن استخدامها. فعندما يقضي ساعات في المتابعة والتصفح، فإنه يستهلك كميات معلومات هائلة لا قيمة لها، وتمثل الأخبار السلبية والمحبطة، والصور المعدة باحترافية للمعارف والمشاهير وأصحاب التأثير على الشبكة، مما يشعر من يشاهده بضعف الكفاءة وقلة الحيلة. ويصاب بالإرهاق الذهني من جراء المشاهدة الحثيثة والمبالغ فيها دون فعل إرادي، وهذا بدوره يؤدي لضعف في التركيز والانتباه وتراجع في الطاقة الإيجابية ويضعف العمل والإنجاز والإنتاجية وخاصة لدى اليافعين والشباب.[2]

وقد دعا الجراح العام الأمريكي" مورثي" إلى وضع ملصقات تحذيرية على منصات التواصل الاجتماعي لتفادي ذلك التهديد، قمن المؤكد أن تعفن الدماغ كان مصطلحاً موجوداً منذ سنوات. قبل ظهور الإنترنت، عندما كان التلفاز المسيطر على الساحة ويشغل الأذهان في عصره. وقد تتبعت أكسفورد استخدام هذا المصطلح في كتاب عام 1854 الذي ألفه هنري ديفيد ثورو. الذي أشار فيه « بينما تسعى إنجلترا إلى علاج تعفن البطاطس، لن تسعى أي دولة إلى علاج تعفن الدماغ، الذي ينتشر على نطاق أوسع بكثير وبشكل مميت وقاتل؟» قد تتغير انحرافاتنا وسلبيتنا، لكن مخاوفنا وشكاوانا منها لا تتغير. ، وقد أكدت الدكتورة إيلينا توروني، استشارية علم النفس المؤسسة المشاركة لعيادة تشيلسي لعلم النفس أن« تعفن الدماغ مصطلح يستخدمه الناس لوصف ذلك الشعور الضبابي الذي ينتاب الشخص عندما يستهلك كثيراً من المحتوى المكرَّر منخفض الإيجابية والجودة ». وأن ذلك الشعور بالاستنزاف العقلي أو البلادة الذهنية الذي يحدث بعد ساعات من تصفُّح وسائل التواصل الاجتماعي، أو مشاهدة البرامج، أو الانخراط في مواد لا تحفز العقل ولا تستثيره نحو التفكير والتحيليل والاستنتاج (رويترز).[3]

ويحدث تعفن الدماغ بسبب الاستخدام المفرط للتكنولوجيا من مشاهدة مقاطع الفيديو على YouTube، أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، أو التبديل الزائد المتصفح المتعددة الصور والمعاني والموضوعات المختلفة. ونتيجة ذلك المبالغة يغمر الشخص نفسه رقمياً بالكثير من المعلومات، وهو معرض لخطر تعفن الدماغ. ويؤدي التمرير عبر منصات التواصل الاجتماعي إلى زيادة الدوبامين الكيميائي العصبي، الذي ينتج مشاعر الرضا والمتعة المؤقتة والوهمية. حتى عندما تكون على دراية بالعواقب السلبية لتلك المشاهد وللقطات المثيرة لللاهتمام. لذا يمكن أن يصبح التمرير إدماناً في تشكيل عادات سلوكية سلبية.[4]

ناهيك عن استخدام المقالب في الناس وإضحاكهم على السلوكيات والممارسات التي تعرض، والنكات والمواقف الهزلية التي يعبر بها مستخدميها عبر المواقع بفيديوهات قصيرة تعكس جانباً من ضعف في المحتوى المقدم وهشاشة وركاكة ما يقدم، ومع ذلك تجد الملايين من البشر يتابعون ويحاكون هذه النماذج التي تقدم مثل هذه التصرفات الفجة التي تفتقد للمحتوى الجاد والهادف للقيم والمبادىء والمهارات والمعارف التي تزود الناس بالمعرفة وسبل العيش الكريم وطرق واستراتيجيات معينة لهم في تخطي الصعاب والتحديات للوصول إلى الأهداف التي يسعون لها لنجاحهم وسعادتهم.

وقد تجد أن ألعاب الفيديو تتسبب في الإدمان، فيلاحظ أن بعض اللاعبين يلعبون بشكل قهري ويصابون باضطراب الألعاب والإلحاح في المتابعة. ويصبحوا مفتونين جدًا بالعوالم البديلة للذهه الألعاب، والشخصيات الخيالية، والمؤامرات والصراعات المعقدة التي تنتجها، مما قد يجعلهم يواجهون صعوبة في مجالات أخرى من الحياة. وأن تمرير الزومبي: يشير سلوك التعفن إلى التمرير المعتاد الطائش دون أي وجهة في الاعتبار أو فائدة مستمدة. فإن التحديق بشكل فارغ في الهاتف الذكي أثناء التنقل من موجز إلى آخر. والبحث عن المعلومات المؤلمة والأخبار السلبية. وأن إدمان وسائل التواصل الاجتماعي يوصف بالرغبة المستمرة في التحقق من هذه الوسائل والشعور بالقلق والتوتر عند محاولة الحرمان منها وعدم مشاهدتها. ومن الصعوبة بمكان أن يتوقف المستخدمين عن هذه المنصات مثل YouTube و Instagram  ،TikTok  يمكن للإشعارات المستمرة والألوان الزاهية والأصوات المحفزة أن تبهرهم حرفياً، مما يجعلهم يتوقفون عن التفكير بوضوح والإنسياق لملاحقتها وتتبعها فعندما يدمن الناس عموماً والشباب خصوصاً على متابعة مواقع التواصل الاجتماعي والشبكات اللإلكترونية، فإن التحديات التي تفرضها تلك المرحلة جد خطيرة وتلعب دوراً مؤثراً في حياة المتلقي والمولع بالمشاركة والمتتبع لها، مما تنعكس على حياته رأساً على عقب من تدن في الجهد وإرهاقاً للحمل الجسمي والإستنزاف العقلي والنفسي للقدرات والملكات الشخصية، ناهيك عن فقدان الشغف والروح وضعف في الإنجاز والنجاح المتميز والأداء الراق.[5]

الضيق النفسي وانخفاض مستويات الصحة العقلية،،،

إن قضاء الكثير من الأوقات على الهاتف الذكي أو اللاتوب والحاسوب غير ضار. إلا أنه على المدى الطويل يمكن أن يؤدي سلوك تعفن الدماغ إلى الإضرار بالصحة العقلية والعاطفية. وتؤثر أنشطة التكرار والتعود المفرط للمشاهدة على نظام المكافأة في الدماغ. فإن التعرض للمعلومات السلبية أكثر من الإيجابية، وأن المواقف والأحداث المحزنة ومواقف الغضب والتوتر والمحاكاة لأنماط البشر وطريقة حياتهم قد ينظر إليها الشخص أفضل من حياته، فيصاب بالإحباط واليأس من جراء المقارنات والتشبية غير الواقعي والحقيقي لذاته وظروف حياته. لذا فإن الوصول إلى خبر مؤلم آخر قد يدفع إلى البحث عن المزيد من المعلومات المثبطة للهمم وتدن الروح المعنوية. مما يؤدي إلى أن تقنية Doomscrolling إلى إزالة حساسية الأشخاص تجاه المحفزات السلبية، مما يجعل من الصعب عليهم تجربة مشاعر إيجابية أو الحصول على المتعة بطرق أخرى. فقد أظهرت إحدى الدراسات أن المواقف السلبية التي يتعرض لها قد يؤدي إلى مستويات أعلى من الضيق النفسي وانخفاض مستويات الصحة العقلية. ووجد آخر أن الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من استهلاك الأخبار السلبية لديهم صحة عقلية وجسدية سيئة. وأظهرت الأبحاث أن الإنترنت يمكن أن يؤدي إلى تغيرات حادة ومستمرة في الإدراك فيما يتعلق بضعف الانتباه والذاكرة، وهو ما قد ينعكس في التغيرات في المادة الرمادية في الدماغ. ووفقًا لدراسة أجريت على 1051 شاباً تتراوح أعمارهم بين 18 و27 عاماً، فإن إدمان وسائل التواصل الاجتماعي له ارتباط سلبي كبير بمهارات الأداء التنفيذي مثل التخطيط والتنظيم وحل المشكلات وصنع القرار والذاكرة النشطة.[6].

ويتأثر مفهوم الذات والنظرة الداخلية لها بتعفن الدماغ. فمع تزايد عدد التفاعلات الاجتماعية التي تحدث على مواقع الشبكات الاجتماعية، أصبح عالم الإنترنت عالماً اجتماعياً خاصاً به، خاصة بالنسبة للشباب. كم عدد "الأصدقاء" أو "المتابعين" أو "الإعجابات" لديك يكون مرئياً ليراه الجميع، مما يجعل من السهل الوقوع فريسة لفخ المقارنة بينه وبين غيره، مما قد يصاب بالدونية وضعف القناعة والثقة بنفسه وأدائه ومستواه.

بالإضافة إلى ذلك، فإن المنشورات التي تتباهى بالنجاحات المهنية للأشخاص، والإجازات الغريبة، والعلاقات السعيدة، والأجساد المثالية (غالبًا ما يتم التلاعب بها رقميًا باستخدام المرشحات) يمكن أن يؤدي إلى حديث سلبي عن الذات. يصبح الدماغ مرتبكاً ومشوشاً بسبب التحفيز الزائد المستمر لدرجة أنه يكافح من أجل التمييز بين الحقيقة والخيال. يمكن أن تتأثر القيمة الذاتية لهذا المقارنات، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات التوتر والقلق والاكتئاب.[7]

ويشير كريغ جاكسون، أستاذ علم النفس الصحي المهني بجامعة برمنغهام سيتي: «لا يوجد تأثير جسدي معروف لـ(تعفن الدماغ) على الأشخاص الذين يُفرِطون في استخدام الإنترنت ومواقع التواصل. لكن هذه المشكلة قد ينتج عنها تغيرات إدراكية وسلوكية». وربما تشملها الآثار السلبية من صعوبة التركيز وضعف الإنتاجية والشعور بعدم الرضا أو الإحساس بالذنب فيضياع الوقات دون طائل أمام الشبكة، مما يؤثر على الصحة العقلية، ويسهم في الشعور بالتوتر أو القلق أو ضعف الشعور بقيمة وجودة الحياة، وصعوبة التركيز على الأنشطة ذات المغزى أو التوصل إلى أفكار عميقة.[8]».

والمتأمل في تلك الحقيقة المرة التي تعكس ظلالها على حياة الناس أن السلوك القهري أصبح عادة مستشرية ومتأصلة في المتابعين لتلك المواقع والمعجبين بها، حتى أن من واقع خبرتي ككاتب لهذا المقال ومدرب في التنمية الشبرية عندما أقدم برنامج التخطيط وإدارة الوقت أصاب بالمفاجئة عندما نقوم بتحليل مع المشاركين مصفوفة إدارة الوقت في المناقشة والتحليل لها التي تتحدث عن (المهم وغير المهم والعاجل وغير العاجل)، فتجد أن نسبة ليست قليلة تتواجد في مربع الضياع الذي يمثل ( غير عاجل وغير مهم) الذي يشير إلى السهر، الإنشغال بالموبيل، ومتابعة مواقع التواصل الاجتماعي والجلوس لساعات طويلة إلى منتصف الليل متابعة وهوساً في المشاهدة واللعب الألكتروني، وقد تستغربون أن هناك من يجلس ما يقارب أكثر من 7 ساعات على مواقع التواصل، ومحصلة الموقف ماذا يفعل هذا الشاب لو كان طالباً في الثانوية أو في الجامعةـ أو كان موظفاً ينبغي أن يستيقظ نشيطاً يحرص على صلاة الفجر ويذهب لمدرسته أو جامعته وعمله نشيطاً يمتلك التحفيز والهمة العالية للجد والنشاط والأداء والجودة في الإنجاز والإنتاجية، إنما الأمر مقلوباً ومعكوساً رأساً على عقب، كسل ونعاس وتثاقل وقلة الحيلة والتغيب والتمارض والعصبية والنرفزة الزائدة والإنطواء على الذات من ضعف تركيزه وقلة نشاطه وهمته التي استهلكت في المشاهدة وملاحقة ما يعرض.

اتخاذ تدابير فعالة للحد من إدمان الهواتف المحمولة التي تقي من تعفن الدماغ،،،

من المحتمل أن تتحسن الصحة العقلية والرفاهية الوجدانية والعاطفية عندما يتحكم الفرد بتفاعلة مع الشاشة. ويتضمن استخدام استراتيجيات معينة وتساعد على ذلك التركيز على تعيين حدود زمنية ووقت محدد أمام الشاشة في التصفح لمواقع التواصل الاجتماعي، ومشاهدة مقاطع الفيديو والألعاب المفضلة. والتعرف على النشاط في المتابعة عبر الهاتف أو الحاسوب وحذف التطبيقات التي تشتت التركيز من المحمول. وإيقاف تشغيل الإشعارات للأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي. وعدم تشغيل ومتابعة المحتوى قبل النوم مباشرة. أثناء قيامك بتحديد وقت الشاشة، وعدم الاستسلام للأخبار السلبية والمزعجة والملفتة للاهتمام. وتنويع مصادر الوسائط للمحافظة على منظور عالمي أكثر توازناً. والقيام بإلغاء متابعة الحسابات التي تولد مشاعر التوتر والانفعال. ومتابعة المحتويات الإيجابية والتي ستهم في الشغف والتحفيز والإلهام. الاستماع لشيء مسل وهادف وتفعيل الهوايات والمواهب بشكل خلاق ومؤثر، التطوع في الأعمال الخدمية للمجتمع، واستخدام التأمل والتفكير التخيلي، تنظيم الأوقات والإستفادة منها بما ينفع ويدخل البهجة والسرور والهدوء.[9].

حيث أشارات الدراسات التي أُجريت في الولايات المتحدة عام 2023 أظهرت أن الاعتماد على وسائل التواصل والهاتف المحمول قد ازداد بشكل كبير، حيث ارتفع من 40% إلى 70% في الفئة بين 6 و14 عاما، في حين وصل وقت الاستخدام اليومي للإنترنت بين المراهقين إلى 9 ساعات. ويعد مرحلة حاسمة في تكوين الشخصية لدى المراهقين، حيث يؤثر الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي في بناء الشخصية وتطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية. وأشار إلى أن المجتمعات الغربية بدأت تتخذ تدابير للحد من تأثيرات تعفن الدماغ، مثل تقليل الوقت الذي يقضيه الأطفال والمراهقون في التفاعل مع وسائل التواصل والتركيز على علاقاتهم الاجتماعية الواقعية. ودعا البروفيسور خاصتورك الأسر إلى اتخاذ تدابير فعالة للحد من إدمان الهواتف المحمولة والشاشات لدى الأطفال والمراهقين. ومن المهم أن نتخذ تدابير جادة لمنع الإدمان على الشاشات والهواتف، مثل فرض حد أدنى لسن استخدام الهواتف المحمولة، على سبيل المثال 16 عاماً، واتخاذ تدابير مثل جمع الهواتف من الأطفال من قبل الآباء والأمهات بعد ساعة معينة.[10].

ووفقاً لموقع «بريكينغ نيوز»، هناك عدة طرق فاعلة لمكافحة «تعفن الدماغ»، وهي: وضع حدوداً لاستخدام الإنترنت: باستخدام مواقع التواصل لأوقات قليلة في اليوم ولمدة محددة. والبحث عن بدائل جذابة ومفيدة: والبحث عن بديل للتصفح السلبي للإنترنت بأنشطةً إثرائية وهادفة، مثل القراءة والاطلاع ومتابة مذكرات ومقالات والمشاركة في البوستات المعبرة واستكشاف هوايات ومواهب إبداعية، القيام بأنشطة بدنية، حيث تشير توروني أن التمارين المنتظمة ترياق قوي للضباب العقلي من خلال المشي القصير في الهواء الطلق يمكن أن يساعد في تنقية الذهن وتعزيز الانتباه، أخذ فترات راحة للتخلص من السموم الرقمية، يقول جاكسون إن «التخلص من السموم الرقمية والتوقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لفترة يمكن أن يغير من نظرة المستخدمين لعلاقاتهم بهذه الوسائل».، تحفيز العقل بطرق إيجابية : تنصح توروني قائلة: «انخرط في الأشياء التي تشكل تحدياً بالنسبة لك، مثل تعلُّم مهارة جديدة، أو حل الألغاز. الأمر يتعلق بتغذية عقلك بمحتوى عالي الجودة».، الأنتقاء للمحتوى الذي تشاهده على الأنترنت : تقول توروني: «اخترِ المحتوى الذي يتماشى مع اهتماماتك وقيمك، مثل الأفلام الوثائقية أو البث الصوتي القيّم أو الكتب التي تلهمك.[11]»

خلاصة القول أن التهديد مؤثر ووشيك من جراء إدمان مشاهدة مواقع التواصل الاجتماعي وقضاء ساعات طويلة من اليوم أمام التعرض للكم الهائل من تدفق المعلومات والأحداث غير السارة والمبالغ فيها، فيقع الشخص فريسة المقارنات بين نفسه ولآخرين في مهاراته ونجاحاته وحياة الآخرين والأحداث التي يتباهون بها أمام الشاشة والمواقع المختلفة، ناهيك عن الكم الهائل من الموضوعات المتناقضة والمختلفة وربما المختلقة الكاذبة وغير الحقيقية والمصطنعة التي يتم مشاهدها، فتجعل المتابع لها في حالة من التخبط والعشوائية في السيطرة على تفكيره الذي هو في الأساس متلقي دون حراك أو إعمال للعقل في تشغيله واستثماره والإستفادة من هذه الأحداث والمواقف في المساهمة في تطوير حياته وتحسينها نحو الأفضل. فتجد من يشاهد ذلك معرض لتعطيل ملكات الذهن والتفكير بطريقة سلبية، فهو معرض للإصابة بتعفن الدماغ الذي لا يستخدمه بطريقة جيدة أو فعالة، فيكون معرضاً للإصابة بالإجهاد والتوتر والغضب والإحباط واليأس والغربة عن ذاته عندما يشعر أنه بلا قيمة أو فائدة من جراء نجاح الآخرين وتفوقهم مقارنة بظروفه ووضعه الحالي. فالمطلوب الإستفادة من قراءة المقال والعمل على تحديد الأوقات الملائمة التي تجعله يستفيد من الإنترنت بطريقة أكثر إيجابية والعمل على إيجاد بدائل حياتية من تفعيل قدراته وتشكيل عادات سلوكية ترقى للممارسة الإيجابية لممارسة الهوايات والمواهب بدل الإنغماس في مشاهدة الإنترنت دون حراك أو تعديل لإدارة أوقاته والتخطيط لها بصورة أكثر فعالية.

***

د. أكرم عثمان

مستشار ومدرب دولي في التنمية البشرية

..........................

[1] https://www.scientificamerican.com/article/why-brain-rot-is-2024s-word-of-the-year

[2] https://corp.oup.com/news/brain-rot-named-oxford-word-of-the-year-2024

3 https://www.scientificamerican.com/article/why-brain-rot-is-2024s-word-of-the-year

[4] https://aawsat.com

[5] https://www.newportinstitute.com/resources/co-occurring-disorders/brain-rot

[6] https://www.newportinstitute.com resources/co-occurring-disorders/brain

[7] https://www.newportinstitute.com/resources/co-occurring-disorders/brain-rot

[8] https://aawsat.com

[9] https://www.newportinstitute.com/resources/co-occurring-disorders/brain-rot

[10] https://aawsat.com

[11] https://aawsat.com

في المثقف اليوم