اِنتظم بنادي الشعر أبو القاسم الشابي بتونس حفل تسليم درع مؤسسة المثقف إلى الأديبين محسن العوني وهيام الفرشيشي وذلك مساء السبت 20 اكتوبر 2012 بحضور عدد من أعضاء نادي الشعر من بينهم مختار بن إسماعيل ـ وهيبة قوية ـ زكرياء القبي ـ لطفي السنوسي ـ سهام بن جميع ـ عبد السلام الأخضر ـ ماجدة الظاهري ـ وجمع من الأدباء الضيوف من بينهم أحمد ممّو رئيس نادي القصة ويوسف عبد العاطي وعبد الكريم الغرابي رئيس جمعية ابن خلدون والأديب محمد الهادي خضراوي
بعد كلمة الترحيب التي ألقتها السيدة مريم بن سليمان النجار مديرة المركز الثقافي التي عبّرت فيها عن ترحيبها بمثل هذه البادرة الثقافية الرائدة قرأ الشاعر مختار بن إسماعيل منسق النادي المكلف بالعلاقات الخارجية رسالة الاستاذ ماجد الغرباوي والتي توجه بها إلى المساهمين في هذا الحفل مؤكدا على أهمية التعاون بين مؤسسة المثقف ونادي الشعر ومُثنيا على الأديبين المحتفى بهما
ثم ألقى الشاعر سوف عبيد كلمة باِسم النادي فرحّب بالحاضرين مهنئأ الأديبين محسن العوني وهيام الفرشيشي وأجزى الشكر إلى مبادرة مؤسسة المثقف التي ما انفكت تسعى إلى ربط صلات التعاون والإخاء والتحاور بين الأدباء والمثقفين العرب أينما وجدوا في كنف القيم الإنسانية الخالدة وورد فيها قوله خاصة
الكلمة الطيّبة
كشجرة طيّبة
نتفيّأ ظلالها ونستطعمُ ثمارها ولنا في أوراقها وأغصانها منافع أخرى
لا تُحصى ولا تُعدُّ كذلك الكلمة ـ وأكرمْ بها من شجرة ـ إذا كانت إبداعا نابعًا من رقراق الوجدان مُعبّرةً عن قيم الإنسان في مهارة وإتقان
الكلمة الطيّبة
كشجرة طيّبة
نلتقي تحتها في فضاء هذا النادي الذي تأسّس على محبّة الكلمة ومن أجل تجذير المواهب الطامحة إلى صقلها وفتح المجالات الأرحب للسّابقين فيها وساعين إلى مدّ جسور التعاون مع الذين يحملون مثلَ أوزارنا ويتفيّون مثلَ أحلامنا
الكلمة الطيّبة
كشجرة طيبة
تمتدّ أغصانُها حتّى تغدُوَ دوحةً تحطّ عليها الطيور المهاجرةُ من جميع الجهات فتلتقي عندها مُنشدة في أنغام واِنسجام سنفونيةَ المحبة والسّلام والتعاون ونادي الشعر وهو يستقبل ضيوفه الأعزّاء ويُرحّب بهم فإنه يُشيد بمؤسسة ـ المثقف ـ التي تفضّلت باِختياره لتكريم الأديبة هُيام الفرشيشي والأديب مُحسن العُوني وهما يُمثلان أنمُوذجا جديدا من الأقلام التونسية التي تنشر نصوصها من خلال صفحات الأنترنات وعلى منبر موقع ـ المثقّف ـ بالذّات الذي أضحى مُلتقى الأقلام العربية في كنف الاِختلاف والتنوّع والحوار والاِحترام بحرص صديقنا الأستاذ أبي حيدر ماجد الغرباوي وعزمٍ من لدُنه لا يَكَلّ ودأب لديه لا يَملّ مُتحدّيا جَمّ المصاعب ومُتحمّلا كُثْرَ المتاعب فإليه نتقدّم بوافر الشكر والثتاء وإلى الأديبين المحتفَى بهما بأجمل التهاني وأخلص الأماني
الكلمة الطيّبة
كشجرة طيبة
نغرسُها رغم الجدب والملح ورغم الجرح غير عابئين بالصّخور الصّلدة والرّياح الهوجاء جاعلين من أبي القاسم الشابي منارةً نهتدي بها في الظلمات الدّهماء بما في أدبه من توق إلى الجمال والحريّة واِنطلاق من الأصالة والهويّة وشوق إلى التحليق عبر الرّياح اللواقح من كل حدب وصوب من الشرق هبّت أو من الغرب فرحماك يا أبا القاسم يا من غنّيتَ للحياة فعشتَها شامخا بصدق وصبر ومعاناة... على خطاك سنواصل الطريق
الكلمة الطيبة
كشجرة طيبة
طوبى لمن غرسها
وسقاها
ورعاها
وطوبى أيضا
لمن قطفها
ثم أحيلت الكلمة إلى الأديبة وهيبة قويّة مُنسّقة النادي المكلفة بمدوّنة النادي فاستعرضت مساهمات الأدباء العرب وقرأت كلماتهم شعرا ونثرا وخواطر، من بينها قصيدة الشاعر العراقي عبد الفتاح المطلبي، وقصائد الشاعرة العراقية رحاب الصائغ، وقصيدة الشاعر العراقي حميد الحريزي.
ثم تناول الكلمة الحاضرون واحدا واحدا فعبّروا عن تقديرهم وشكرهم لمثل هذه المناسبات من أجل دعم أواصر اللقاء والحوار في كنف الاحترام والتنوع
ومن البرقيات التي وصلت الحفل كلمة الاستاذ الباحث صالح الطائي، وهذا نصها:
برقية تهنئة إلى تونس / صالح الطائي
السادة الكرام المحترمون
رئيس وأعضاء نادي الشعر في تونس
الأستاذ الأديب سوف عبيد
الدكتور محسن العوني
الأديبة هيام الفرشيشي
باسمي وباسم المثقفين الذين تم تكريمهم في بغداد بشهادة ودرع (المثقف) لكوني من ألقى كلمة المحتفى بهم في الحفل؛ أرفع لكم أسمى آيات التهاني والتبريكات المعطرة الشذية بمناسبة تبنيكم إقامة حفل التكريم للمبدعين الرائعين الدكتور محسن العوني والأديبة هيام الفشيشي، وهو الانفتاح الكبير الذي تحدثت عنه في موضوعي الذي نشر مؤخرا في صحيفة المثقف عن (مؤسسة المثقف ووجه العراق الواحد)، هذا الانفتاح الذي سينهي عصور العزلة المفروضة والبعد القسري.
نتمنى أن يكون هذا الاحتفال بشارة خير تفتح آفاق التعاون بين المؤسسات الفكرية والأدبية العربية الجادة لكي تنجح الجهود الخيرة بإعادة لحمة التواصل بين العرب بعد أن أسهمت الأحداث المريرة في تفرقتنا وتباعدنا. ولكي تتوحد المشاريع الإنسانية للتأسيس لثقافة القبول والتعايش بين البشر.
لكم خالص مودتي واحترامي
وللأديبين الرائعين المحتفى بهما أجمل التهاني القلبية مع باقات ورد عراقية عطرة
ولتكن خطوتنا القادمة إقامة حفل تكريم موحد في أحد البلدان العربية يجتمع به (المثقفون) ليعلنوا الحب على بعضهم.
وعلى الود نلتقي
الباحث في الفكر الإسلامي
صالح الطائي
ومن القصائد التي اِستمع إليها الحاضرون قصيدة الشاعرة ماجدة الظاهري بعنوان:
تمرين في الرقص / ماجدة الظاهري
وأنتَ مُنْشَغِل
بِسربِ النّوارِسِ
الموغِلِ في الخَفَقان
أسْقُطُ مِن السِّرْبِ
أثْقَلَ أجنحتي
رذاذُ الحِبْرِ المَنذورِ
لآخِرِ الأغنياتْ
أمُدُّ الجَناحَ شِراعاً للحُلْمِ
تَعالَ ـ أناديكَ ـ نُفَتِّشُ
في كُروم الرّغباتِ
عن آخِرِ خُطواتِنا المُعلّقَةِ
عَلى سُلّمِ اللّحْنْ
***
أذْكُرُ أنّ الموسيقى خَفَتَتْ
وَتَماهَيْنا في الرَّقْصِ
لعلّها الرَّقْصَةُ الأخيرةُ تِلْكْ
حَرّكَ رَأسَهُ قَليلاً
كَمَنْ يَنْفًضُ غُبارَ الفِكْرَةِ
عَنْ أزاهيرِها
أشارَ إلى المَوْجِ يَعْلو
هَلْ نَسيتِ أنَّها
التّمرّن على الأولى؟
تَعالَيْ
هِيَ الكأسُ ظَمْآنَةٌ
وَرَذاذُ الشَّوْقِ مُوسيقى
والكُرومُ غافِيَةٌ
نَهْمِسُ في أذُنَيْها
فإنْ أطاعَتْ
نُغَنِّ وَنَمُدُّ الغِناءَ نَبيذاً
وَإنْ أبَتْ...
قَرَعْتُ لَكِ أجْراسَ هَوائي
وَهَدْهَدْتُ الغَيْماتِ بِغِنائي
فَتَسْقيكِ وَتَسْقيني
واللّيْلُ...
أراهِنُ أنَّهُ
عَلى مَرْمى أُغْنِيَةٍ مِنَ اللّحْنِ
سَيُطيلُ ظَلامَهُ
والفَجْرُ كَذلك
سَيَرْصُفُ أشِعَّةَ الشَمْسِ
سُلّماً موسيقيّاً لِلَحْنٍ جَديدْ
فارقُصي أرْقُصي وارقُصي..
أخْطو فَيَخْطو العِطْرُ
عابِقاً مِنَ المَوْجِ
يَقْرَعُ المَراتيجَ أجْراساً
وَتُزْهِرُ الحِكايَةُ
أأخْرُجُ مِنْكَ؟
أمْ تَخْرُجُ مِنّي؟
والأبْوابُ تَلوذُ بِنا
اهْتَزّ البَحْرُ
عانَقَ ضِفَّتَهُ المُشْتَهاةَ
وَرَقَصْنا
هُنا رَبَطْنا نَسَغَ الحُلْمِ
لِشِراعِ القَصيدَةِ
فَأطْلِق ـ قُلْتُ ـ عَنانَ الكَلِماتِ الحَبيسَةِ
وَلْتوغِلِ النّوارِسُ في الخَفَقانِ
وَإنْ عادَتْ؟.. قالَ.
لِيَكُنْ. قُلْتُ.
فَلْتَأتِ وَلْتَرْحَلْ
وَلْتَأتِ وَلْتَرْحَلْ
سَأقيمُ هُنا
لَنْ يُدْمي الكَأسَ نَبيذُ الفِكْرَةِ
اِشْرَبْ
سَيَفُكُّ اللّيْلُ ضَفائِرَهُ
حَتْماً سَيَفُكُّ ضَفائِرَهُ
فَتَعالَ
ماذا لَوْ نَصْنَعُ مِنْ رَقْصَتِنا
رُفوفاً
للقَصائِدِ
والأُغْنِياتْ؟
غَنِّ...
غَنِّ لي
ها يَدي...
تُلامِسُ بحراً فوق السّماءْ
يَتَماوَجُ تُفّاحاً يَنْضُجُ
فَمَن ذا
أأنْتَ أمْ أوفيدُ
الّذي يَسْتَعْجِلُ قطف الحبّات؟
أيُّها البَحْرُ مَراكِبي انْطَلَقَتْ
فَرِفْقا بِها
شدّ ريحك لخاصرتي
وارقص معي
وقد تخلّل الحفل عزف مقطوعات موسيقية على الكمنجة بأنامل الفنان زكرياء القبّي من فرقة الحمائم البيض
تابع موضوعك على الفيس بوك وفي تويتر المثقف
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2253 الثلاثاء 23 / 10 / 2012)