نشاطات المثقف
كلمة مؤسسة المثقف في حفل تكريم الروائي المبدع جمعة اللامي
ادناه نص كلمة مؤسسة المثقف العربي في حفل تكريم الروائي المبدع جمعة اللامي الذي اقيم في
بيت الشعر في امارة الشارقة، وقد القتها نيابة عن رئيس التحرير ممثلة المؤسسة في الامارات المتحدة الأديبة ذكرى لعيبي.
الاستاذ الأديب جمعة اللامي المحترم
السيدات والسادة الحضور الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من دواعي السرور ان تشارك مؤسسة المثقف العربي، جموع المحتفين بالروائي المبدع الاستاذ جمعة اللامي. ومن دواعي الفخر ان يتزامن الحفل مع صدور مجموعة من أعماله الابداعية: "كتاب الكائنات" و"مقابسات الشارقة"، ومرور 34 عاما من العطاء في دولة الامارات. فشكرا لدائرة الثقافة والإعلام وبيت الشعر بإمارة الشارقة على اتاحة هذه الفرصة الطيبة لتكريم علم من أعلام الأدب الحديث، وفارس من فرسان الصحافة الخليجية.
ان عنوان اللقاء: (الشارقة ـ ميسان: العمق التاريخي / وحدة الثقافة والضمير) جاء ليرسم لنا خطا بيانيا يختزل تجربتين متكاملتين، تعززهما وحدة الثقافة والضمير. فجمعة اللامي في تجربته الخليجية وعلى مدى 34 عاما هو نفسه ذلك المناضل الثوري، ابن البيئة الجنوبية. ظل كادحا يدافع عن المحرومين، ويذكّرنا بالمنبوذين، ويحتج على كل القيم الاجتماعية التي اضطهدت الانسان، وحرمته أبسط حقوقه في الحرية وحق العيش بكرامة وأمان.
ولعل (التحرر الذاتي) هو المائز في شخصية الروائي المبدع جمعة اللامي فلم تؤسره الايديولوجيا، رغم ايمانه بها، بل ظل حرا في تفكيره وتطلعاته، وظل مدافعا عن الحرية كقيمة انسانية عليا، من هذا المنطلق شجب القاص الكبير الممارسات الاستبدادية داخل التنظيم الحزبي، وصرح بصوت مرتفع:
(أن للسجن إدارته ومخابراته وجنده وكُتّابه ومثقفوه، وكنت أجد في هذا المشهد "الوجه الآخر" للسلطة القمعية خارج السجن).
فالاستبداد في نظره واحد، سواء صدر عن اعضاء التنظيم او عن اي سلطة تعسفية آخرى. مما عرّض كاتبنا العزيز الى العزل الاجتماعي داخل السجن، بل ومحاولة اغتياله لتمرده واحتجاجه ضد السائد من القمع السياسي، كما ذكر ذلك في مذكراته.
ومن يتابع اللامي في كتاباته الصحفية، خاصة: ذاكرة المستقبل تتجسد امامه شخصية عصامية واعية، لم تخدعه أحابيل السياسية، ولم تلتبس عليه المفاهيم. فرغم معاناة الشعب العراقي، وقساوة السلطة الجائرة في بلده الا انه لم يساوم على سيادة العراق، وحارب الاستعمار بقلم شجاع، رافضا بشدة اعتباره محررا لشعبه من سلطة الطاغية السفاح. لذلك أجّل زيارته لوطنه الى حين جلاء القوات الغازية.
ايها السيدات والسادة
اننا نحتفل اليوم بشخصية متعددة الجوانب، تبارى النقّاد والكتّاب على تقييم تجربته الابداعية، كما شهد لمنجزه القصصي كبار الادباء، بعد ان خط له مسارا نأى به عن المألوف من الكتابة القصصية، مع المحافظة على اهدافه وتطلعاته كمثقف يشعر بالمسؤولية تجاه وطنه وشعبه. فكان من اوائل الكتّاب الذين رصدوا القمع والاضطهاد وعانوا منه طويلا. ومنذ كتابه: (من قتل حكمة الشامي) ظل مدافعا عن حقوق المحرومين، ممن عايشهم، واكتوى بنار القمع والاضطهاد. وواصل طريقه عبر مقالاته الصحفية وسلوكه اليومي، وما زال مصرا على مواصلة رسالته، رغم معاناته الجسدية.
نحن في مؤسسة المثقف نشيد بروح الوفاء لدى اصدقاء الكاتب الكبير، ونشد على أيديهم، ونأمل ان نقوم بتكريم مبدعنا الاستاذ جمعة اللامي لاحقا، حيث حالت ظروفه الصحية دون تحقيق ما كنا نصبو له أكثر من مرة.
ان تكريم الاستاذ جمعة اللامي هو تكريم للابداع، ووفاء للنضال الذي خاضه بجدارة الشاب الثائر، التوّاق للحرية والرفاه. وتكريم لجميع العراقيين في منافيهم. فشكرا جزيلا لكل من احتفى بتجربته.
نسأل الله تعالى له طول العمر بصحة وعافية كي يواصل مشروعه في الكتابة الابداعية، ونشكركم على اتاحة الفرصه للمشاركة في هذا التكريم.
مع التقدير والاحترام
ماجد الغرباوي
مؤسسة المثقف العربي
سيدني – استراليا
17 – 10 - 2012