أخبار ثقافية

السرة والعشب والخلود.. دراسة أُسلوبية للباحثة د. أيمان يحيى

ديوان ܫܪܐ ܘܥܣܒܐ ܘܡܬܘܡܝܘܬܐ "السرة والعشب والخلود لنزار حنا الديراني.. دراسة أُسلوبية للباحثة د. أيمان يحيى (رسالة دكتوراه).

حصلت الطالبة إيمان يحيى علي إبراهيم / المدرس المساعد بقسم اللغات الشرقية وآدابها في جامعة المنصورة - كـلية الآداب، على شهادة الدكتوراه من خلال بحثها (ديوان ܫܪܐ ܘܥܣܒܐ ܘܡܬܘܡܝܘܬܐ "السرة والعشب والخلود" لـلشاعر " نزار حنا الديراني" دراسة أُسلوبية ).

بعد مقدمة تحدثت فيها الباحثة د. ايمان عن انتماء المجموعة الشعرية هذه الى قصيدة النثر، من خلال التركيز في دراستها على محاور  المجموعة الشعرية بقولها :

(هذه القصائد ارتبطت بنوع من الوحدة الموضوعية تتمثل في المعالجة الشعرية لفكرة الخلود الأسطورية التي سعى إليها جلجامش، ومسألة الوجود المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالأرض عبر تناول العشب كشكل من أشكال الخلود ).

وحصرت الباحثة سبب اختيارها للمجموعة بـ :

1- دراسة اللغة السريانية المعاصرة من خلال هذه القصائد.

2- تطبيق منهج من مناهج الدراسات الأسلوبية على الديوان وصولًا إلى دراسته وفهمه بشكل أعمق.

3- الاهتمام بالدراسات النقدية الأدبية وتطبيقها على اللغة السريانية.

4- إبراز أهم الخصائص المميزة للشاعر من خلال السمات المميزة لقصيدة النثر.

حيث اعتمدت في منهجيتها على اربع محاور رئيسية وهي :

1- الأسلوب والأسلوبية : ماهية الأسلوب والأسلوبية، تطورهما التاريخى وعلاقاتهما ببعضهما مع التركيز على الاتجاهات الأسلوبية.

2- قصيدة النثر: نشأة قصيدة النثر وماهيتها وتطورها مع التركيز على قصيدة النثر فى اللغة السرياينة.

3- ديوان السرة والعشب والخلود : نبذة مختصرة عن الديوان مع توضيح لمحتوى كل قصيدة.

4- السيرة الذاتية للشاعر نزار حنا الديراني : تناولت الدراسة السيرة الذاتية للشاعر باختصار.

تناولت الباحثة في تمهيدها للموضوع دراسة مستفيضة عن الأسلوب والأسلوبية من خلال الأسلوب لغًة، الأسلوب اصطلاحًا، ومن ثم تناولت قصيدة النثر بصورة عامة وقصيدة النثر السريانية بصورة خاصة مركزة على ديوان (السرة والعشب والخلود).

حيث جاءت الدراسة في اربع فصول وهي :

الفصل الأول: " الظواهر الصوتة في ديوان السرة والعشب والخلود"

أفاضت الباحثة في دراستها للظواهر الصوتية في المجموعة الشعرية من خلال ظاهرة التكرار الصوتي بما يشمله من تكرار (الحرف، الكلمة، اللفظ، الفعل، الأداة والضمير وظاهرة النبر والتنغيم والقافيىة).

الفصل الثانى: " الظواهر التركيبية في ديوان السرة والعشب والخلود"

تضمن الفصل دراسة لظاهرة التكرار في الجملة وظاهرة الحذف والاستفهام والتقديم والتأخير.

الفصل الثالث: "الظواهر البيانية في ديوان السرة والعشب والخلود"

اشتمل على علم البيان بأركانه الأربعة التشبية والاستعارة والمجاز المرسل والكناية.

بعد هذه الدراسة المعمقة في الاسلوب والاسلوبية قدمت الباحثة ترجمة الى العربية لمجموعة القصائد التي تناولتها في الدراسة. واختتمت الباحثة دراستها بالقول :

(جاء ديوان السرة والعشب والخلود للديرانى ثريًا بعديد من صور التكرار... احتوى الديوان على عدة أنواع من القافية؛ فتارة جاءت متعددة وأُخرى متوالية، وثالثة مقطعية، وعلى قدر هذا التعدد والتنوع كانت دلالتها فجاءت مرة لجذب القارئ فلا يشعر بالملل ولا الضجر، وعملت على تعزيز التماثل الصوتى... جاء ديوان السرة والعشب غزيرًا بالظواهر البيانية بكافة أقسامها سواء أكانت تشبيهات أم كنايات أم مجاز مرسل... )

امتازت الدراسة هذه كونها تناولت الأدب السرياني الحديث بلغته السريانية المعاصرة على خلاف الكثير من الدراسات السابقة والتي كانت تتركز في غالبيتها العظمى على الأدب السرياني القديم واللغة السريانية الكلاسيكية وكأن هذا الشعب قد توقف عند العطاء وزال إلا أن الباحثة من خلال رسالتها هذه أكدت على وجود أدب سرياني حديث وباللغة السريانية المعاصرة وهو يستحق الدراسة. فاستطاعت الباحثة بكل جدارة الغوص في بحار القصيدة المعاصرة للديراني لتقدم لنا شهادتها. ففي الوقت الذي أهنئ الباحثة على دراستها هذه يسرني أن أحيي جهود الاساتذة المشرفة ( أ.د بسيمة سلطان مغيث، أ.د  سومة أحمد محمد خالد ) ولجنة المناقشة والتحكيم على أمل أن يحذوا حذوها أخرون من الجامعات المصرية والعراقية والعالمية لدراسة الادب السرياني المعاصر بلغته السريانية المعاصرة لا من خلال اللغة فحسب بل من خلال دراسته دراسة نقدية معاصرة من خلال التركيز على المضمون والشكل وتوظيفاته الاسطورية والمجازية اسوة بالدراسات النقدية المعاصرة... تحية للجامعات المصرية لاهتمامها باللغة السريانية كلغة حية على أمل أن تحذوا حذوها والجامعات العراقية بقية الجامعات في الدول العربية فدراسة هذه اللغة يساعد على فهم معمق للغة العربية كونهما لغتان شقيقتان يجمعهما الكثير.

ومن الجدير بالذكر ان الباحثة اعتمدت في دراستها هذه على (91) مصدر كما احتوت الدراسة على 320 هامش.

***

نزار الديراني

 

في المثقف اليوم