أخبار ثقافية

صدور كتاب: قصائد خارجة عن القانون للأب يوسف جزراوي

صدرت في القاهرة 2025 الطبعة الثانية من كتاب: قصائد خارجة عن القانون للأب يوسف جزراوي. الديوان يتضمن 100 قصيدة ونصًا نثريًّا وسرديّا... وقد صدر بطبعتين ورقية والكترونية.
يذكر أن الأب يوسف جزراوي شاعر عراقي مغترب يخدم ويقيم في الولايات المتحدة الأمريكية.
***
* ياليت لو كانَ في دارها الأمريكيّة سطحًا!
وبينما الّليلّ يُسرّجُ خيولهُ/ أمني النفسَ وياليتَ التّمني يفلحُ وينفعُ/لو كَانَ في داركِ الأمريكيّة سطحًا/ لتمردت عليّ وغامرت بي/ اعتيله سرًّا أمام مرأى القمر/ كشجرة أدبيّة أتسلقها إليكِ دونَ منجلٍ لحشِّ عذوقكِ/ أحصدكِ قصيدةً قصيدة نصًا نصًا… لَا لكي أستمع لغنوة ( سيجيب باجر) كما يفعل أبناء جيلي/ بل كطاووسٍ/ يسير ببهرجة وزهوٍ/ ريشهُ مهفة/ آسف نسمات الهواء العليل في رُبى سطوحكِ/ بينما أنا المخنوقُ بكِ لا منكِ/ ساتنكر في هذا المساء وارتدي دشداشة ويشماخًا/ أتسلقُ لاهثًّا إليكِ لأقول أنَّ القلبَ محتاجٌ لنبضكِ/إني الجائعُ لرغيفكِ/فربّ القليل مِن خبزِ محبّتكِ يشبعُ مغتربًا مثلي/ اغترابهُ إليكِ بحجم وطنٍ/ فدعيني اجلس بقربكِ/ أشاهدُ بثّكِ التجريبي لي/ أتعلل معكِ/ على مقربةٍ من عذوق تموركِ/ نتبادلُ أطراف الحديث / نتقاسم التهام المكسرات/ نقرعُ استكان الشاي بالآخر/ وقطعِ الثلج تبرّد حبات الرقي.
لا أريدُ سُكرًا أو عسلاً أو بضع حبات تمر خستاوي مِن عذوقكِ/ بل ان أٌحلّي الشاي بطرفِ أصبعكِ وبنكهة الحنّة الملطخة في يدكِ.
بغتةً رنَّ منبه الهاتف/ كانَ حلمًا/بلى والله بلى حلمًا/ عاودت نومي وإذا بي الحلم يواصلني/ فجاءتني تشكيني مني بأن فطورها غدى زقومًا بسببي/ وكأنّها ترجو مِن صمتي التّحدّث إليها/رمقتها بنظرةِ قولٍ: ملامُ من يلومكِ وعاودتُ معانقة وسادتي.
فكيف لي أنَا العراقيّ القادمُ مِن بلادِ الكنغرِ/ أقنعُ الفجر الأمريكي بأنّني جزعتُ مِن بثه التجريبي لي في حلم طلب اللجوء إليّ في المنامِ. فكم تمنيتُ لو كانَ للقصيدة سطحًا لتسلقته كما تسلقتني.
.....................
* ولأنّي (الطابو) الخاصّ بكِ
طفلتي الكبيرة
أنتِ لستِ مّلكًا عامًا للآخرين
ولأنّكِ المحتكرة لمطبوعاتي؛ ألا جعلتيني المالكٌ (للطابو) الخاصّ بكِ..لعلّي أغرد خارج سربكِ.
أتعلمين أنَّ الجهامةَ لا تليق بوداعة فراشةٍ على شاكلتكِ...
وأتدرين بأنّكِ المدينة الوحيدة التي تغري كلمتي للكتابة!
فأكثير عليَّ أن أكتب إليكِ وعنكِ وللقرّاءِ…
فإن كانَ الغصنُ عشًا للعصفورِ
والوردةُ منصة الفراشة
والنحلة وسادة للزهرة
فأنتِ منصتي الّتي أطلق منها كتاباتي...
سأظلُّ أغمزُ بعيون الأدبِ لقمركِ الغيور منكِ...
عسى تخرج كتاباتي خارج أسوار منصتكِ..
حقًّا كان الله في عوني منكِ!
..................
* يصمتُ حينَ يحكي

بعد القدّاس أوقفتُ سيارتي قرب ميناءٍ لأشتري بلدًا/ حين نزعت ملابسي لكي أعوم فيه/جال في ذاكرتي كيف غرقتُ ذات مرة في بغداد أيام صباي/ ومرّة أخرى في سيدني مع شبيبة رعيتي يومذاك!.
ولا أعلم مَا الّذي جعلني أصدّ ذلك البحر/“دخيلكَ لا تسلّ"/فإنا أن سُئلتني عنها؛ ستجدني كشاطئ يصمت حينَ يحكي اعترفاته الوجدانية/بغتةً عانقتني موجة أتتني من حيث لا احتسب بالقولِ/
يال هذا اليوسف،/ يعزُ عليّ اعترافكَ الفاحشُ بالإنسانية…/ لحظة وصلتُ إلى السّاحل لأخذ شاورًا/ رأيتُ على مرأى مني حبيبان يطالعان كتابًا لي/ ولا أدري كيفَ لم أنتبه أو فاتني القول لهما بعد أن تبادلنا التحايا/في الحياة هنالك ما يستحق أكثر من اضاعة الوقت في قراءتي.
................
* ومضةُ
بغدادُ منذ عام 2006 وأنا تائه بكِ في أرضِ الله الواسعةِ
فكيف ستمضين بي اتدلّني عليكِ؟!.
**
لماذا تأخرتي علي ولماذا أتيتي الآن إلي؟
لماذا أتيتي الآن إلي؟
أ لتحذفي الراء من الحاء والباء ؟ أم لأنكِ خسرت معاركك في الحرب عليَّ..
مولاتي / أنا الذي متُ حيًّا من بعدكِ؛ وأنتِ عشتي ميتة في بعدي.
ست وأربعون عامًا أنقضت من عمري/ فهل ستعيدين العافية لكتاباتي: كُلّما أنصبُ لكِ الفخاخ أجدني اصطادني! وما من يوم عبدتي لي الدروب إلا وتعثرت بكِ، فيال هذا الشقاء.
يا دجلة العراق
ذات مرّةٍ حينَ جئتي عندي/ لا لزيارتي بل لتسالي عن بعضكِ الذي نسيته عندي/يومها لذتُ بصمتي كأخرسٍ يجرب حظه بالكلام أو كطفلٍ بدأ للتو النطق/ففاتني ان اسألكِ عن كُلِّي الذي عندك!.
حقٌّا خسئ الشِّعرُ إن لم يكن مصداحًا لك وبقربك / فكيفَ لي ان اعتقكِ مني وأنتِ المأسورة بي؟.
فلا تسألي يا أيّها الأديب البغدادي: ما الذي أبقاك حتّى الآن لي؟!/ إنّهُ سؤالُ صعب والإجابة عليه أصعب / ربّما لأنّي الراكضُ بدربكِ ولا أصلكِ! / أم لأنَِّكِ القلب الذي خانه نبضي؟!
ما أعرفه أنّكِ أحببتيني ككره الشجرة للفأس وشتان ما بينَ المعنيين / فعلام أنا المطلوب إليكِ إلى الآن؟.

في المثقف اليوم