تقارير وتحقيقات
عــمر الصـالـح: التنمر الإلكتروني ظاهرة تغتال المجتمع
إن ثورة الإنترنت والاتصالات منحتنا الفوائد الكثيرة والكبيرة وأصبحت ضرورة ملحة في حياتنا اليومية، إلا إن هذه الفوائد الإيجابية لابد أن تقابلها أمور سلبية منها التنمر الإلكتروني.
المجتمع والنظرة القاتلة
يقول "نشأت مازن" ينظر المجتمع إلى الاشخاص المتنمر اليهم بنظرة الخذلان والاحتقار منهم على انهم ارتكبو جريمة كبرى في المجتمع وان المتنمر عليه هو المسبب الاول للحدث بنظرتهم وهو صاحب الذنب الاعظم لكن في الحقيقة هم المظلومين بسبب افعال تنمرية ضدهم.
وباختصار هذه النظرة هي نظرة سلبية بحق المتنمر عليه تحطم حياته ونفسه وحتى في مستقبله.
أما "اسماء علي " تقول عندما أرى شخص في الانترنت وادخل الى التعليقات واراها سلبية فهناك حدين
اما انجر مع القطيع واتنمر او لا انجر معهم،
فأذا انجريت مع القطيع فهذا يدل على عدم وعي.
وتواصل قولها "إذا لم انجر فهذا يدل على وعي ومع هذا فسوف ابحث عنه فربما اجده انسان بسيط وجيد وطيب عكس ما يراه الناس ،
فربما اغلب التعليقات السلبية هي للفت الانتباة والشهرة ولاضحاك الآخرين وتكون خالية من الإنسانية فالتنمر على الشخص المقابل مؤذي لانه ليس باختياره فقد يكون تنمر على تشوه خلق او على أسلوب غير مقصود او عفوية غير مدركة".
التنمر وضعف الشخصية
فيما يصفه "شاهرالجبوري " التنمر هو سلوك عدواني متكرر يهدف للإضرار بشخص آخر عمداً جسديا أو نفسيا يتميز التنمر بتصرف فردي بطرق معينة من أجل اكتساب السلطة على حساب شخص آخر، يمكن أن ينظر المجتمع إلى المتنمر من خلال التصرفات التي تعد تنمرا مثل التنابز بالألقاب، أو الإساءات اللفظية أو المكتوبة، أو الاستبعاد من النشاطات، أو من المناسبات الاجتماعية، أو الإساءة الجسدية، أو الإكراه.
ويتابع يمكن أن يتصرف المتنمرين بهذه الطريقة كي يُنظر إليهم على أنهم محبوبون أو أقوياء أو قد يتم هذا من أجل لفت الانتباه ويمكن أن يقوموا بالتنمر بدافع الغيرة أو لأنهم تعرضوا لمثل هذه الأفعال من قبل.
الأبحاث والدراسات
تشير الأبحاث والدراسات إلى أن ما يصل إلى 7 من كل 10 شباب قد تعرضوا للإساءة عبر الإنترنت في مرحلة ما،وغالباً ما يعامل مصطلح "التنمر الإلكتروني" كظاهرة متميزة، ولكنه امتداد للتنمر الذي يعتبر مشكلة قديمة. فالتنمر يعود إلى النزعات الاجتماعية الخفية للأحكام المسبقة والتمييز، وغالباً ما يؤثر على الأشخاص الذين يتمتعون بخصائص محمية كالعرق والدين والحياة الجنسية والهوية الجنسانية والإعاقة، أكثر من غيرهم.
الإعلام وخلق المشكلة
قد يوضح المفاهيم هكذا يرى الاعلامي مثنى النهار "ان الاعلام يساهم من خلال توضيح بعض المفاهيم عند المجتمع المتعلقة بالتمييز لانه التنمر اصلا مبني على التمييز لذلك خطاب الاعلام الذي يدعو للمساواة يحد من ظاهرة التنمر..و بالتالي تعتمد على انسانية الشخص وليس ثقافته"، فيما يقتصر الدكتور عبدالله الحياني، رئيس قسم الإعلام في جامعة
اجابته الدكتور عبدالله الحياني" احيانا هو طرف فيه" فيما يكون الإعلام أداة في خلق التنمر او محكافته.
قد يكون صراعا أو حافزا لدى المبدعين
فيما يعرج سالم الحمداني، وكاتب وناقد " بالاعتقاد أن العالم الإفتراضي والقفزة الرقمية قد أذابت كل الحدود بين المبدع والمتلقي، وأصبحت المادة الإبداعية تصل طازجة للقارئ مباشرة وتلامس واقعه الآني بحذافيره ، وبذلك حققت طفرة نوعية في مجال ما يطلق عليه بالصدمة الإبداعية بتعبير (هانز ياوس) عبر التلاقح المباشر وانتاج الأفكار التي تتعدى النسق النصي بالتفاعل مع السياقات المعاشة.
ويضيف إن التنمر بطبيعة الحال يكاد يكون وجها من وجوه النقد وإن كان يفتقر الى المنهجية العلمية ، ولكنه رأي معتبر في نهاية المطاف .
فيما ينفرد محمد تحسين ، شاعر واعلامي اعتقد بعض الأحيان التنمر يكون حافز لأنه يخلق صراع من أجل أن يثبت للجميع انه قادر على فعل المستحيلات.
العقوبات والقانون
لا يوجد قانون دقيق يعاقب "التنمر الإلكتروني" وان اغلب قوانين العقوبات لا يتماشى مع التطور التكنولوجي والمعلوماتي"، فيما يفيد الحقوقي" ليث الجبوري"إن المادة (434) من قانون العقوبات السب، بأنه "رمي الغير بما يخدش شرفه أو اعتباره أو يجرح شعوره وإن لم يتضمن ذلك إسناد واقعة معينة.
واضاف ان التشهير أو القذف في قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 في مواده (433) و(434) و(438) و(363)، وحدد عقوبتها بالحبس من مدة سنة إلى خمس سنوات كحد أقصى للعقوبة.
ثقافة المستخدم والبيئة
تطرح "بروين حميد " كاتبة وصحفية حلولا منها إختيار المواضيع الهادفة التي تتماشى مع ثقافات المجتمع اي مع مستوياتهم وبيئاتهم وحتى عاداتهم وتقاليدهم بشكل لايبعث على الترفع والاستعلاء او الانتقاد اللاذع بل هناك الكثير من الحكمة التي يتحتم ان يتحلى بها المرسل لئلا يكون عرضة للتنمر.
اما "أسامة الحمداني" مدون إلكتروني لكي لا نجعل أنفسنا محل للخسرية يعطينا اهم النصائح، يقول علينا أن نختار منشوراتنا بعناية ودقة سواء صورية او فديوية او كتابية حتى لانجبر احد يتنمر علينا ونكون اكثر عرضة للخسرية والانتقاد
واكد على ضرورة عمل حملات توعية وإرشاد من خلال الإنترنت او الميدان وتعريف التنمر وخطره على الفرد مافيه من أذى نفسي وجسدي.
تحقيق: عــمر الصـالـح