حوارات عامة

ميمون حرش يحاور الأستاذ عمر لوريكي

سلسلة " كلمني عنه "- الجزء الثالث – الحلقة: 4

الكلام عن الأديب  المغربي عمر لوريكي

***

نميط اللثام، عن بعض أسراره، في الجزء الثالث من سلسلة "كلمني عنه"، و نراهن، من خلال هذه الفسحة، تعرف مواقفَ طريفة، في حياة ضيفنا العزيز، ونسائل الذاتَ حين تفرح بشدة، أو تحزن بقوة؛ ونكشف، أيضاً، الطرفة المُستملحة، والابتسامة المغتصبة من واقع مرير.

عمر لوريكي  فنان  من درجة  " وسام الحرف المخملي" في كل إبداعاته ، قاص و شاعر، وروائي؛ عرفته، من خلال مسابقة سفراء الأدب ، بأـكادير مشرفاً، ومنظماً، وناقداً، ومُحكماً.. أحببتُ تفانيه في العمل مهما كانت طينته، هو فقط يؤكد، دون منّ، أنه قادر أن يشكل من هذا الطين ما سيجعل المتلقي يرضى عنه ،مهارته تسعفه؛ لأنه "عاشق  أدب" ،لا يشغله ، وهو يمارسه، غير أن يُظهره في أبهى صورة، لهذا فهو حاصد، عن جدارة، لجوائز أدبية ثمينة تؤكد قيمة الرجل الأدبية في المغرب وخارجه.

عمر بكلمة: "فنان".

صدر له:

-  كتاب قصصي عن دار أوراق للنشر والتوزيع بعنوان: "حجايات أمي"، الجزء الأول سنة 2016 ،

-  ديوان شعري بعنوان: غرابة؟ عن نفس الدار.  طبعة مارس 2016،

-  كتاب "رحلتي إلى إسكندنافيا"، عن المركز الوطني للتنمية الاجتماعية والاقتصادية CNADES غشت 2020.

-  قصة "اندثار على مقصلة الأسئلة المحيرة"، عن المركز الوطني للتنمية الاجتماعية والاقتصادية CNADES غشت 2020.

-  كتاب التضامن الملهم، نصوص سردية، الطبعة الأولى أكتوبر 2023، عن مطبعة دريم بمدينة أكادير،

-  كتاب التضامن الملهم، نصوص سردية، الطبعة الأولى أكتوبر 2023، عن مطبعة دريم بمدينة أكادير،

-  ديوان ماذا أرى في البعد؟ الطبعة الأولى مارس 2024، عن مطبعة الأحلام بمدينة أكادير،

-  كتاب التضامن الملهم، سرد عربي، الطبعة الأولى 2024، عن مطبعة الأحلام بمدينة أكادير،

-  قام بترجمة كتابه القصصي: "حجايات أمي" للغة الانجليزية،

-  أشرف على إدارة المسابقة الأدبية العربية الكبرى في الشعر والقصة، الدورة الأولى والثانية من تنظيم جمعية مواهب المستقل بتنسيق مع المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بسوس ماسة والمجلس الجماعي بأيت اعميرة.

كونوا معنا، في رحلة ماتعة مع أجوبة عمر:

1.  موقف طريف حدث لك في الأسرة، أو المدرسة، أو الحياة بشكل عام.

- في الحقيقة تصادفني عدّة مواقف طريفة، سواء في عملي أو رفقة أسرتي، لكنّني ما دمت مجبرا على الاختيار فسأذكر موقفا من بين العديد مع أمّي، أبهى ما أذكر وأسرد وأحكي عنه دائما..

حينما اجتزت مؤخرا بنجاح اختبارا يخصُّ إحدى المباريات المهنية، أذكرُ أنني عندما ولجت المنزل عائدا من الاختبار الكتابي راغبا في إخفاء ابتسامتي وغبطتي بصنيعي فيه، فاكتشفتْ أمّي السّرور في عينيّ ولو أنني لم أظهره بتاتا، وقالتْ لاشك أنّك أجبت بالشّكل الذي سيجعلك تتميّز هذه المرة.  أجبتها وكيف عرفتِ ذلك يا أمّي؟ أنا أرى أنني أجبتُ كباقي المرّات.. فردّت، والبِشر يعلو محيّاها، كلا كلا يظهر لي التّفوّق هذه المرة فوق العادة في بؤبؤ عينيك.. فانفجرتُ حينها ضاحكا بعدما كبحتُ ذلك ما استطعت وأجبتها بنعم، مُتأكّدا ومُستبشرا بتفاؤلها العجيب، على غير عادتي، أيْ نعم يا أمّي قد حان موعدها.

2.  الكتابة، حين تواتيك، كيف تُلبي نداءها..  هل من طقس معين؟.

- طقوس الكتابة لديّ غريبة بالشّكل الّذي تُؤرّقني، تُعذّبني وتَعْصِرُني حتّى كأنّني لا أكادُ أحسّ بأيّ موجودٍ قربي، أتصبّبُ عرقا مدة من الزمن وترتفع دراجة حرارة جسمي وينهمر حينها قلمي بالكتابة كأنّه يترجمني ما أمكنه ذلك.. أفضّل حينها أن أكون وحيدا مُنعزلا ومبعدا عن كوكب الأرض برمّته، حتّى لا أتأثّر بضجيجه أو يكدّر صفو إلهامي.  أحيانا أستيقظ في جوف الليل لأكتب وأنا لا أعرف ما الّذي أيقظني من الأصل.. طقوسٌ غريبة لا أعلم سببها لكنّني أهواها، لأنّها اللّحظات التي أحاول فيها على الأقل أن أدرك ماهيتي وأُبْحِرَ في ذاتي ما استطعت.

3. ورطة نُسجت لك أو وقعت فيها صدفة..  كيف تخلصتَ منها؟.

- ذات مرة تم تكليفي بالإشراف على مسابقة أدبية بصبغة دولية ولم يتم إخباري بقيمة الجوائز المالية، لكنني بدأت عملي لأنني وثقت في الجهة المنظمة، لكن للأسف اسمي هو الذي كان في الواجهة.. مر كل شيء على ما يرام استقبلت المشاركات بكثافة وشارك مبدعون شباب من المغرب ودول عربية متعددة.. تطوع معي أدباء للعمل ضمن لجنة التحكيم، أعلنا عن النتائج النهائية ونادينا على الفائزات والفائزين.. وعندما بدأت الجهة المنظمة في الإعداد للحفل الختامي تفاجأت بعدم وجود القيمة المالية على بساطتها.. حينها اتصلت ببعض الفائزين لإخبارهم بالأمر، لكن لم يستسغ بعضهم هذا الأمر، وهذا من حقهم طبعا، أدركتُ أنني في ورطة حقيقية، فقد تم إقحام اسمي في مسابقة أدبية كبيرة لكن بدون الوفاء بالالتزامات المتعلقة بالمسابقة.. تواصلت مع أصدقائي بلجنة التحكيم ودبرنا أمرنا.. بعدها مباشرة أعلنت انسحابي من العمل مطلقا مع الجهة المعنية.

4. أجمل أو أغرب، أو أسوأ تعليق عن "إبداعك"، سمعته من أحدٍ وجهاً لوجه، أو قرأته مكتوباً؟.

- حقيقةً لم يسبق لي أن تعرّضت لتعليق غريب أو غير ذي أهمية طيلة مسيرتي الأدبية المتواضعة، لكن بالمقابل توصلتُ، ولازلت، بعدّة توجيهات وملاحظات أعدّها نقدا هادفا من طرف أساتذتي وأغلبهم أدباء، وقد كان لها الأثر الكبير على شخصيتي الأدبية.. وممّا استقبلته بفرح كبير، أن أتجنّب قدر الإمكان إقحام الدّارجة العامية في سردي أو كتابتي، وهذا موقف أحترمه بشكل كبير، لأنني أؤمن بأنّ اللغة العربية تحقق متعة السّرد بشكل مذهل وفريد من نوعه وتؤدي وظيفتها، تواصليا ودلاليا ولسانيا، تامة دون الحاجة للاستعانة بألفاظ أو أساليب عامية، وأن أستمرّ في خلق مبادرات كيفما كانت لدعم الشباب المبدع ولا أستهين بها على الرغم من تدني قيمتها المادية، وألا أستسلم للعقبات والعراقيل التي ستعترضني أثناء إتمام مبادراتي على أتم وجه، وأن أتحلّى بالصّراحة والنّقد الهادف عند انضمامي لأية لجنة تحكيم، وألاّ تغلبني العاطفة أو الصّداقة عند الحُكم على النّصّ الأدبي أو عند دعوة المبدعين لملتقيات أكون أنا المشرف عنها.

5. أمر تكشفه، لأول مرة، وتميط اللثام عنه لمحبيك؟.

- هذا أكثر ما أكرهه للأسف، لكن مادام هو شرط ضروري لسلسلة " كلمني عنه" لا بأس في أن أعلن عبر منبركم الجميل عن قرب صدور روايتي الأولى، دون أذكر عنوانها، لأتركه مفاجأة لأصدقائي، وقد كتبتها قبل سبع سنوات وبدأت في الثانية، ثم تواريت عن الأنظار مدة من الزمن وغبت عن وسائل التواصل الاجتماعي لغاية إنهاء عدة أعمال أدبية وأخرى مهنية، لكنني حاليا عدت وستكون عملي القادم بعد صدور عملي الشّعري الثاني الموسوم بماذا أرى في البعد؟ والاحتفاء به في المعرض الجهوي للكتاب بأيت ملول مؤخرا.

6.  كلمة أخيرة.

- أتقدم بالشكر الجزيل للأديب الفاضل والصديق العزيز ميمون حرش على الدعوة الكريمة للمشاركة في هذه السلسلة الأدبية الماتعة، والتي أتمنى لها وافر النجاح والتوفيق، وإنني أتنبأ لها بنجاح منقطع النظير، لسمو أهدافها وأثرها الإيجابي البالغ على الساحة الثقافية والأدبية، ولدورها الجليّ في التعريف بالمبدعين والمبدعات.

***

حاوره: ميمون حرش

في المثقف اليوم