روافد أدبية

باقر الموسوي: الدرس الأخير

كان ياما كان،

جاء ثعلب متبجحا

وخلفه قطيع من الأغنام،

نبح مناديًا مستبشرًا،

وحلّ الهدهد والكلب،

ثم الحمار بخطوات صامتة،

*

قال الثعلب:

عفا الله عما سلف،

نصافح بعضنا كالقمرين

ولوني أميرًا وسلطانا

قاطعه الحمار:

لا! نهيق يكشف المظاهر،

*

قال الهدهد:

يا ثعلب، هل اتعظت؟

هل حملت صفات المهتدين؟

*

أجاب الثعلب متلعثمًا:

ذكاء القرد

وفاء الكلب

صبر الحمار

حكمة الغراب

قوة الأسد...

*

سأل الهدهد بحزم:

هل عرقك دساس؟

صمت الثعلب،

وضاقت به الكلمات،

*

طار الهدهد،

وردّد كصاعقة:

دع ما لا يعنيك، يا ماكر!

*

الأغنام صامتة،

عيونهم مرايا الحقيقة،

والحمار والكلب والهدهد

يحرسون الوعد،

بين الصدق والزيف،

بين المكر والوفاء،

بين الظل والنور،

حيث تبقى الحقيقة،

كالنجم الذي لا يُنطفئ

***

الشاعر / باقر طه الموسوي

في نصوص اليوم