روافد أدبية
سلام البهية السماوي: رحيل..
			قال لي: يوماً
أنّها لم تحنُ عليهِ
شرَّدتهُ
في أقاصي جلفها
مع كلِّ رشفةِ همٍّ
ألفُ غصّةٍ
وغصّة
*
وقال لي:
أن زَندها
تصطفُّ عليه الأشواكُ
وفي يديها جرعةُ سمٍّ
ترميها لهُ
كلّما تودّدَ إليها
ولها أجنحةُ خفّاشٍ
تطيرُ بهِ
إلى الكهوفِ المهجورةِ
*
يقبِّلُ يديها
لترحمهُ من عذابها
من ساديَّتها
وغرورها
تسقيهِ القهرَ.. مسرورةً
مذ كانَ طفلاً
شرَّدتهُ
وحين كانَ يافعاً
يتَّمتهُ
وحينَ كانَ شاباً
أهانتهُ
وها هو الآن كهلٌ
يمسحُ عن جبينِ يومهِ
عرقَ الذُّلِّ
بأكمامٍ ممزَّقةٍ
ويعفِّرُ نفسهُ
في رجائها
عيناهُ لا تقوى
على النَّظرِ في سمائها
تتراخى أجفانهُ
كستارةٍ زرقاءَ
حتى لا يلتَمسَ طريقهُ
إليها
ورجلاهُ
عكَّازانِ
نَخرهما السُّوسُ
فتقوَّستا والتفَّتا
خلفَ خطواتٍ جبانةٍ!
يخافُ كلَّ الطرقِ
وينامُ عند ركبتيها
هذا ما قالهُ
عنِ الحياةِ
قبلَ شَهقَتينِ
ورحَل ..
***
سلام البهية السماوي






