روافد أدبية

صادق السامرائي: معشوقتي!!

مَدينتنا بها وجعٌ ثقيلُ

فِداكَ بأرضها سُلِبَ الأصيلُ

*

شوارعُها مُعفرةٌ بظلمٍ

معالمُها يشانؤها العليلُ

*

كشمطاءٍ بَدتْ حَسناءُ أرضٍ

روائعُها بها أزرى الخشيلُ

*

هي التأريخُ من أمدٍ بَعيدٍ

يُعانقها فيأتلقُ الجميلُ

*

بباعثِها تسامتْ في عَلاءٍ

مُحصّنة يُحاوطُها الرَعيلُ

*

وأقوامٌ لصولاتِ احْترابٍ

إذا هَجموا يَهابُ المُستحيلُ

*

لهوْن فتاتِها نَهضتْ جيوشٌ

لنَخوتِها وما عاشَ الذليلُ

*

ثمالةُ كأسهِ بقيتْ دليلاً

يُبرهنهُ بها النصرُ الوبيلُ

*

ووارثها رأها نورَ شمسٍ

وأبقاها على عَرشٍ تديلُ

*

وفيها كلّ مَخلوقٍ أمينٍ

يسامرها وفيها  يَستطيلُ

*

ثراها يَحتوي أعْلامَ أمٍّ

جَهابذةٌ لا يُضاهيهمْ مَثيلُ

*

بثالثهم تسامقَ مُرتقاها

بجامِعها ومِئذنة تجيلُ

*

ومُبتقل يُحالف مَن أتاها

كذا أفنى بها إبنٌ خطيلُ

*

تهاوى بَعدهُ عصرٌ منيرٌ

لفوضى قد تولاها الدَخيلُ

*

بأرْبعةٍ أذاقوهم مَريراً

وواحِدُهم يُخنّعهُ الكفيلُ

*

فما عادتْ خلافتهمْ كفعلٍ

برمزِ وجودهم سادَ القليلُ

*

أباحوها ومُعتزها سَجينٌ

ومهتديٌ يطاردهُ القبيلُ

*

لأوّلهمْ ألا ذبحوا مُعينا

فخانوا جدَّهمْ فنمى الهَزيلُ

*

مَدينة أمّةٍ في قاعِ ويلٍ

مكبلةٌ يُصفّدها النَزيلُ

*

ويَدعوها لماحقةِ انْطلاقٍ

فينهرُها المُقلدُ والبَقيلُ

*

لماذا أمّة الإنسان فيها

تَباريحٌ يُترجمُها العَضيلُ

*

تُخاطبني بصَمتٍ ذي صُراخٍ

فأسْمعها وقلبي لا يُعيلُ

*

وروحي في أجيجٍ واضْطرامٍ

وعنْ بعدٍ يُحاورها الخليلُ

*

سلامٌ يا هوى عُمري وقلبي

لبُعدِ وجودِنا أنتِ الدليلُ

*

تُعلّمنا الصعودَ إلى عَلاءٍ

وجاوَنُها لمُنطلقٍ يَميلُ

*

عقولٌ أبدَعتْ وسقتْ جميلاً

شواهدُها يُباركها السليلُ

*

أكلمها وعيني لا تراها

وعاشتْ في كياني تَستميلُ

*

كجَوهرةٍ بأنوارِ ابْتهالٍ

وأمْجادٍ يتوّجها الجَليلُ

*

سرورُ الكونِ في حُللِ التآخي

وبَهجةُ أمّةٍ نغّمٌ أثيلُ

*

تحياتي وحبي واعْتزازي

لمَعشوقٍ يقرّبهُ الهديلُ

***

د. صادق السامرائي

 

في نصوص اليوم