أقلام حرة
صادق السامرائي: مصير المكتبات!!
يبدو أن مصير المكتبات الشخصية ربما سيكون أسوأ من مصير بيت الحكمة في بغداد يوم اجتياحها في (8-10\2\1258).
في السبعينيات كان لي عدد من المعارف الذين يجمعون الكتب والمجلات، وعندما غادروا بيوتهم تحولت مكتباتهم إلى سجير في التنور، وذات مرة أنقذت بعض الكتب من فم التنور ولا زلت أحتفظ بها، لأنها أضحت نادرة.
أعرف العديد من الذين جعلوا المكتبة ديكورا في غرفة الإستقبال، والكثيرون وضعوا الكتب في رفوف شغلت حيزا كبيرا من البيت، وبعد مغادرتهم تتلقفها النيران أو سلال المهملات، فلا قيمة لها إلا عند أصحابها الذين جمعوها بحب وإنغماس في صفحاتها.
أين مكتبات العقاد ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم؟
هل لها مكان في أروقة المكتبات العامة، أم أنها غادرت الدنيا معهم؟!!
رموز الثقافة الذين أثروا في الأجيال وأسسوا إمتداداتهم المعرفية كان لديهم مكتبات شخصية، وأكثرها ذات مصير مجهول.
المكتبة شاهد عصرها ومرآة صاحبها، تعيش معه وتموت بعده.
فهل أنها سِنة الحياة المتجددة وإرادة الأرض الدوّارة المتحكمة بخلقها؟
الكتاب الرقمي إجتاح الكتاب الورقي كأنه الفيضان العارم، والسيادة الرقمية تتحرك بإصرار والذبول يدب في الأوراق، وتكسد أسواق القلم.
أرى كتباً توارتْ في رفوفٍ
أصابتها عقابيلُ العزوفُ
بنا حفلتْ وعاشتْ في أمانٍ
تعلمنا مصارعة الظروف
أصيبَتْ من معيّتنا بداءٍ
يُدحرجها مُبعثرةَ الحروفِ
***
د. صادق السامرائي







