أقلام حرة

صادق السامرائي: هل توجد حرية؟!!

الحرية كلمة مبهمة تتردد في وعي الأجيال الجمعي، ولا تعرفها البشرية حقا، وترددها دوما وكأنها تطارد خيط دخان!!

الحرية كتبت عنها آلاف الكتب والمقالات والقصائد والأغنيات وما لا يحصى من المحاضرات والمحاورات، فهل توجد حرية؟

مَن يرى أن الحرية موجودة عليه أن يدلنا عليها، ويقدمها لنا في أي مكان تحققت في الأرض!!

فما هي الحرية؟

وهل توجد حرية مطلقة؟

إن البشر لا يمكنه أن يعيش حراً، لأن طاقات الشرور ستقضي عليه، والحرية في جوهرها سلوك نسبي مرتبط بضوابط ومعايير، وكأنها إشارات المرور التي تضبط المسير.

وإذا تكلمنا عن الديمقراطية فلا تمثل الحرية، وإنما سلطة الدستور والقانون وتحرك الناس وفقا لمعايرهما، ولا توجد ديمقراطية بلا قوة عسكرية رادعة ومتطورة، ومعظم المجتمعات المدعية بالديمقراطية دول نووية، فهل وجدتم دولة ديمقراطية بلا قوة فتاكة، وأجهزة شرطة وأمن ومخابرات متمكنة لتوفير الأمن في البلاد، وهذا في حد ذاته ينفي معنى الحرية.

البشر لا يستطيع ممارسة الحرية لأنة لا يصنع البقاء والرقاء بها، ولهذا تجده مقيداً بالعقائد، والأديان في حقيقتها تصادر الحريات، وتفرض على الشخص التحرك في مداراتها المرسومة، فتدعوه للتبعية والإذعان والخنوع لقوة ما، وبهذا فهو بلا حرية.

والعقل البشري لا يمتلك المؤهلات القادرة على تنمية الشعور بالحرية، ودائما يميل البشر للتبعية والخنوع، ويكون عبدا مطيعا، فمفهوم السمع والطاعة فاعل في مسيرة الأجيال قاطبة، ولا يزال قويا ومؤثراً في الحياة المعاصرة.

فعلى سبيل المثال، الإعلام يصادر الحريات، وهدفه إستعباد المتابعين وتصنيع آرائهم، وتحويلهم إلى أدوات لتنفيذ برامجه بإرادتهم، وكذك أنظمة الحكم، ولا توجد قوة دعت إلى الحرية.

فلا تتحدث عن نوع نظام الحكم، فجميعها غايتها أن يتبع الناس ويخنعون،  ليستتب الأمن ويدوم الحكم، فلا حرية إلا في الخيال وأحلام اليقظة!!

فهل أنتم أحرار؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم