أقلام حرة

أكرم عثمان: العقلية المتفتحة مفتاح القيادة الفعالة والنجاح المهني

هل تريد أن تكون قائداً أو موظفاً أفضل؟ يكمن السر في العقلية المتفتحة والمرنة للقائد أو الموظف المتفتح لا يكتفي بالخبرة السابقة، بل يسعى للتعلم المستمر ويتفاعل مع زملائه وفريقه بحس من الانتباه والاحترام والوعي بمتطلبات العمل المتغيرة، فالخبرة وحدها لا تكفي للتميز والتفوق، وأن البيئة المهنية تتغير بسرعة والتقنيات والمعرفة تتسع باستمرار ومن يعتقد أنه وصل إلى الحد الأقصى من المعرفة يخدع نفسه فالمهارات والعلوم تتطور كل يوم، وأن العقلية المتفتحة تتيح للفرد التكيف مع التغيرات وتحويل التحديات إلى فرص للنمو والنجاح المستدام.

إن الشخص المتفتح ذهنياً يقظ وواع يستجيب لاحتياجات زملائه وفريقه ويتجنب السماح للمخاوف أو الصراعات أن تهدد بيئة العمل، وأن القرارات الأحادية أو إغفال رأي الآخرين يؤدي إلى توتر العلاقات ويقلل من الإنتاجية، فالمرونة تعني الاستماع بوعي وفهم الاحتياجات وتحمل المسؤولية المشتركة عن النتائج بدل إلقاء اللوم على الآخرين وإتهامهم بما لايليق لطبيعة العلاقة المهنية والزمالة في العمل.

توضح إحدى التجارب هذا الأمر بوضوح؛ إذ لاحظ قائد فريق انخفاض مستوى الأداء بسبب ضعف التواصل، فقرر عقد اجتماعات أسبوعية مفتوحة يشارك فيها الجميع أفكارهم ويستمع لمقترحاتهم. وكانت النتيجة زيادة التفاعل، وتحسن الإنتاجية، وارتفاع شعور الفريق بالمسؤولية. وفي تجربة أخرى، كان أحد الموظفين معتاداً على أساليب تقليدية في إنجاز مهامه، وعندما تم تقديم نظام رقمي جديد في بيئة العمل، اختار تعلم استخدامه بدلاً من رفضه. وبعد فترة قصيرة، أصبح من أكثر الأشخاص تميزاً في استخدام هذه التقنيات، مما ساعد في تسهيل العمل وتحقيق نتائج أفضل.

كما أن الاستفادة من الأخطاء جزء لا يتجزأ من العقلية المتفتحة فقد ارتكبت قائدة فريق خدمة العملاء خطأ في التعامل مع أحد العملاء المهمين لكنها قامت بجمع الفريق لتحليل الخطأ وتحديد الدروس المستفادة وكانت النتيجة تطوير إجراءات جديدة أكثر فعالية وتحسين جودة الخدمة وتعزيز ثقة الفريق بنفسه وحتى في مواقف اتخاذ القرار فإن المرونة تصنع الفرق كما حدث مع مدير الإنتاج الذي واجه تحدياً غير متوقع في أحد خطوط الإنتاج فبدلاً من فرض قرارات أحادية عقد اجتماعاً مع فريقه لاستعراض الخيارات ووضع خطة بديلة وكان الحل المشترك أكثر فعالية من أي قرار فردي وعزز روح التعاون بين أعضاء الفريق

تطبيق العقلية المتفتحة يومياً يعني الاستماع للآخرين قبل اتخاذ القرار وتقبل التغيير وتبني أساليب وأدوات جديدة واعتبار الأخطاء فرصاً للتطوير والتحسين والتواصل بمرونة وتعاطف مع الزملاء والسعي الدائم لتطوير الذات ومواكبة كل ما هو جديد العقلية المتفتحة ليست مجرد صفة شخصية بل استراتيجية نجاح لكل قائد وموظف يسعى للتأثير الإيجابي في بيئة العمل بالمرونة والانفتاح على التعلم يمكن بناء فريق متماسك وتعزيز العلاقات المهنية وتحقيق أداء مستدام ونتائج متميزة.

تذكر دائماً أن العلم يتطور والفرد المتفتح ذهنياً ينمو معه

***

بقلم د. أكرم عثمان

-9-202520

في المثقف اليوم