أقلام حرة

ثامر الحاج امين: السونار قديماً

منذ فجر التاريخ والانسان في سعي دائم للاستكشاف والغوص في أعماق الطبيعة لفهم قوانينها وخباياها ومعرفة اسرار ما يدور حوله من ظواهر كونية، حيث تشير الآثار العائدة لعصور ما قبل التاريخ ان الانسان ظل يبتكر ويخترع الادوات والوسائل التي تمكنه من الوصول الى غاياته وتحقيق رغباته، وقد تمكن بعد جهود مضنية وتجارب متعددة من اكتشاف العديد من الوسائل والأدوات التي ساهمت في رفاهية البشرية بدءا من اكتشاف الكهرباء والنفط ومصادر الطاقة وصولا الى شبكة الانترنيت، ومن بين الحاجات الاجتماعية التي شغلت الانسان وكانت مصدر فضوله واهتمامه هي معرفة نوع الجنين، حيث شكلت هوية المولود المرتقب هاجسا مقلقا للزوجين ولعموم الأسرة، فمنذ الاف السنين وقبل ظهور السونار ووجود المختبرات والتقنيات المتطورة كان الوسط الشعبي في العديد من المجتمعات ومن اجل الوصول الى هوية الجنين يستخدم طرق بدائية لا تعتمد على اسلوب علمي بحت او سند على صحتها ومن بينها حال المرأة اثناء فترة حملها فاذا كانت تشعر بثقل الحمل فالجنين ذكر وبعكسه فهو انثى، وايضا الاعتماد على شهية المرأة الحامل للطعام وتم التوصل أنه في حالة اشتهاء الحامل للحلويات والشكولاتة والفواكه يكون الجنين أنثى، أما اشتهاؤها للموالح والطعام اللاذع فيكون جنس الجنين ذكر. وكذلك الاستدلال من شكل البطن فيرون الانتفاخ الى الاعلى ذكر وتهدل البطن الى الاسفل انثى أو من خلال وزنها وحركتها فحسب اعتقادهم ان الحمل بالأنثى يزيد من وزن المرأة ويجعل حركتها ثقيلة، كما استخدم القدماء طرق بدائية عديدة للتوصل الى هوية الجنين حيث تشير  الرسومات الفرعونية الكثيرة التي تملأ المقابر والمعابد المصرية القديمة، ان الفراعنة القدماء استخدموا البندول لمعرفة جنس الجنين والتي كانت تتم عن طريق تمرير البندول فوق بطن الحامل، فإن دار مع عقارب الساعة كان الجنين ذكراً، وإن دار بعكس عقارب الساعة كانت أنثى، كما أن المرأة في مصر القديمة كانت تبلل حبات الشعير والقمح، بقليل من البول الخاص بها، فإذا نما الشعير يكون هذا دليل على أنها حامل في ولد، وإذا نما القمح يكون دليل على أنها حامل في بنت، وإن لم ينبت إحداهما يكون هذا دليل على أن هذا الحمل كاذب، او ان تضع المرأة الحامل عدة نقاط من حليبها على خيط من الحرير ثم ترميه على باب بيت نمل، فاذا جر النمل الخيط الى داخل البيت يكون الجنين ذكرا، واذا لم يقترب منه النمل فالجنين انثى، وكذلك بواسطة الملح عن طريق إضافة مقدار من الملح على البول الخاص بالمرأة الحامل بالتدريج، ويترك لمدة 5 دقائق، إذا تم ملاحظة وجود تعكر في البول فإن الجنين فتاة، أما إذا كان هناك ترسب للملح في البول فإن الجنين صبي. او عن طريق الخاتم وهى عبارة عن ربط خاتم بخيط ووضعه فوق البطن فإذا تحرك بشكل دائري يكون جنس الجنين هو أنثى، أما إذا تحرك بشكل مستقيم يمنا ويسارا يكون المولود ذكرً. وكل ما ورد من هذه الطرق يأتي من باب التكهنات التي ــ كما نوهنا ــ لا تستند الى اساس علمي موثوق به انما هي جزء من شغف الانسان بالتجريب في محاولة للوصول الى الحقيقة القطعية.

***

ثامر الحاج امين

في المثقف اليوم