أقلام حرة

ضياء محسن الاسدي: المرأة وأهميتها في صناعة المجتمع

يُشاع في ثقافة المجتمع والذهن العربي والإسلامي أن المرأة نصف المجتمع والنصف الآخر هو الرجل أو الزوج وهذا المقياس في رأي المتواضع ووجهة نظر البعض أعتبرها قاصرة للبعد الحقيقي للواقع وفي أطار الحداثة وفهم المجتمع الجديد ونواته الأسرة فأن الزوجة أو المرأة هي من أهم الأساسيات والمادة الخام في بناء الأسرة وكل واحد منهما له دوره الأساسي في القيادة وله شخصيته الخاصة  إذا توافرت فيها الشروط الصحيحة لهذا البناء ضمن الثالوث الأسري (الزوج والزوجة والأبناء) وأن إيجاد القاعدة الأخلاقية والقيم لهذا الركن المهم في الأسرة نستطيع في الشروع إلى أقامة فضاء واسع من المعرفة والقيم والمبادئ تشيده الأطراف الباقية متضافرة في الأسرة فأن صلاح الزوجة أو المرأة تكون عملية البناء سهلة ومعبدة الطريق للحصول على عائلة يسودها الحب والوئام والقيم والأخلاق والسلوكيات الصحيحة لبناء المجتمعات الراقية.أن المسئولية الملقاة على المجتمعات هي إعداد جيل مواكب للعصر الحضاري وبهذه التغيرات المسرعة في مكوناتها تُحصن بالقيم والأخلاق السامية من قبل نوافذ حكومية أو اجتماعية متعددة أن البذرة الأولى تُزرع في حديقة المجتمع هو التعليم والتربية من خلال السعي الحثيث في تطويره وتوجهاته نحو الأفضل بالاعتماد على التعليم الكفوء المثالي الموضوعي المثقف الواعي والمفكر لما يدور من حوله في العالم من تطور متزن وملبي لمتطلبات الحياة الأسرية الراقية الثابتة أمام هجمات الأعداء الشرسة من بعض القوى والمؤسسات المشبوهة التي تروم في هدم المجتمعات.أن التأكيد على القيم الأخلاقية والسلوكيات الواعية البناءة حين نزرعها ونطورها في ذهنية الطالب أو الطالبة في المراحل الأولية من عمره الدراسي والجامعات والتي تؤدي في رفع حملا كبيرا عن كاهل الأسرة أن الدول المتقدمة التي تحترم شعوبها أصبحت لها بصمة واضحة في الرقي الأخلاقي والعملي لشخصية الفرد فقد قدمت الأخلاق والقيم والضمير والتعامل الخلاق في المجتمع وداخل الأسرة وخارجها حيث أوجدت حيزا كبيرا للعقل والمعرفة والتفكير الحر والعمل الخالص فجعلته من أوليات بناء المجتمع ونواته الأسرة أن تفضيل التربية على التعليم له الدور الفاعل والمثمر منذ بداية حياة الفرد للارتقاء به وبالمجتمع وهذا العمل يتطلب منا جهدا واسعا حكوميا في جميع مؤسساتها ومفاصلها وكذلك عملا مرادفا لها من قبل المنظمات المجتمعية والإعلامية المقرؤة والمسموعة لإعداد جيل جديد مثقف صالح من الأمهات والآباء والزوجات القادرات على تحمل المسئولية الصعبة لبناء الأسرة وهناك عدة إجراءات يمكن اتخاذها من قبل الحكومة أو المؤسسات الغير حكومية وفعالياتها منها على سبيل المثال.

1-  الاهتمام الكبير بالدروس التربوية بالإضافة إلى التعليمية مع التشديد على التربية الصحيحة في التعامل في بيئة المدرسة والشارع مع المناهج الأخلاقية وتعليم السلوك الصحيح في البيت والمجتمع.

2- العمل على أقامة دورات تثقيفية نسوية في جميع مفاصل الدولة ومؤسساتها الحكومية وغير الحكومية من خلال مناهج دراسية تربوية وأخلاقية لتدريب المرأة وورش عمل لتعليم المبادئ والقيم ورفع قدراتها في القيادة للأسرة وخصوصا للأعمار القريبة من سن الزواج أو قبله لتكون جزءا فاعلا ومهما في أدارة المجتمع والأسرة.

3-  القيام برفع الضغط الديني الغير مبرر له من عليهن من قبل الفكر السلفي القديم الذي ما عاد أن يتقبله المجتمع الجديد وعقليته التي فشلت في احتضان المجتمع.

4-  إيجاد معاهد حكومية حصرا للنساء لتعليمها فن أدارة الأعمال البيتية والأسرة وكيفية التعامل للمستجدات التربية والتعليم والحياة الزوجية الصحيحة وتشجيع هذه الشريحة المهمة في الانخراط فيه من خلال مغريات مادية ومعنوية شتى لإعداد المرأة لتكون ربة بيت مؤهلة.

5-  أعطاء دورا مهما للمؤتمرات النسوية السنوية والنصف سنوية ومتابعة أعمالها من قبل الدولة والاهتمام بمقرراتها وآرائها ومخرجاتها التي تصب في مصلحة تمكين المرأة ورفع مستواها الثقافي والفكري والسلوكي الذي يساهم في بناء الأسرة وتطوير قدراتها المهنية وأبعادها عن مغريات الحياة الجديدة الغير منضبطة والسلبية في أسلوب العيش داخل الأسرة والمجتمع.

6-  زيادة الرقعة الإعلامية وإعطاء المساحة الكافية في أعداد البرامج التربوية والثقافية من قبل أساتذة اختصاص أكفاء من علم النفس والاجتماع لقيادة برامج اجتماعية لرفع كفاءة الزوج والزوجة وتوجيهها بالشكل وتوضيح مدى أهميتها في تربية البيت والتعامل مع المجتمع بأسلوب حضاري ديني أخلاقي يواكب العصر الحاضر.

***

ضياء محسن الاسدي

في المثقف اليوم