أقلام حرة

غريب دوحي: الحج والحجاج عبر العصور

الحج لغة يعني القصد واصطلاحا قصد مكة بقصد النسك على ملة إبراهيم وعلى سنة محمد لأداء الفرض الخامس ويقول الدكتور جواد علي في كتابة (المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام)جزء 5ص 223 (ان كلمة (الحج) ماخوذه اصلا من (حك) وانة كان هناك طقس لدى الجاهليين تؤديه النساء في الحجر وهو مسح الحجر الأسود بدماء الحيض (وفرج المراة وقد كان دم الحيض هو سر الميلاد عند الوثنيين: من المراة الدم ومن الرجل المني ومن الاله الروح لكل شعوب الأرض مقدسات زمانية ومقدسات مكانية: الأيام الشهور الفصول والمعابد الاهرامات المسلات القبور واضرحة الاولياء

الحج في العصور القديمة

1ـ في بلاد الرافدين: بنى العراقيون المعابد المدرجة (الزقورات) وسموها بيوت الآلهة.

أي بمثابة استراحة عند نزوله من السماء الى الأرض حيث يعتقد قدماء العراقين ان الاله ينزل من السماء الى الأرض ويتجول في المدن ويستمع الى شكاوى الناس ويحل مشاكلهم ثم تحولت هذه البيوت الى أماكن يحج اليها الناس الأغراض العباده والصلاة وقراءه التراتيل الدينية في الأعياد مثل عيد راس السنة البابلية (الاكيتو)

2ـ في مصر الفرعونية يتمثل الحج عندهم بزيارة أماكن تواجد الاله في المعابد مثل هيكل (ايزيس) و(امون) وايام الحج عندهم من اسعد ايام التي يتقربون منها بالدعوات وتقديم القرابين ويقدمون النذور الاله وفي موسم الحج تقوم التجارة ضخمة عند المناسبة وكانوا يعتقدون ان من يولد في الأيام الحج سيكون من اسعد الناس ويكون له مستقبل زاهر

3ـ في بلاد اليونان: يحج اليونانيون الى المعبد (دلفي) الذي يقع في وسط اليونان وهو عباره عن معبد الاله (ابولو) اله النبوة ويوجد في المعبد (الكاهنة العذراء) التي تتنبا عن مستقبل الناس حيث يطرحون عليها الاسئله فقد زاره سقراط قالت له الكاهنة (انت الأعظم في أثينا) كما زاره الاسكندر المقدوني وقالت له الكاهنة (انك ستحقق انتصارات في الشرق والغرب الانة سخر منها)

الحج عند العرب قبل الاسلام

جاء في تراث العرب ان البيت المعمور هو كعبة الملائكة في السماء وكعبة مكة هي البيت الذي بناه الملائكه على الأرض على مثال كعبتهم السماويه جاء في كتاب (اخبار مكة) اللازرقي (ان الله بعث الملائكة فقال لهم ابنوا لي بيتنا في الأرض بمثاله وقدرة اي بمثاله وقدرة أي يمثال بيت السماء وامر الله من في الأرض من خلقه ان يطوفوا بهذا البيت كما يطوف اهل أسماويا بالبيت المعمور اما الحجر الأسود فأعتبر حجرا سماويا او بقايا الجنة على الأرض وقد كان ناصح البياض ولكن الله غيره بمعصية العاصين

وتذكر الروايات ان العرب كانو يطوفون حول الكعبة وهم عراة وهم يقولون لانعبد الله في ثياب اذنبنا بها أي انهم يتعرون من الثياب لكي يتعروا من الذنوب وكذلك النساء حتى ان النبي قبل البعثة قد شاهد طواف امراة تدعى (ضباعه بنت عمر) وهي تنزع ملابسها وتنشد

اليوم يبدو بعضه او كله

وما ـبدا منه فلا احله

ويقول ابن عباس (كانت المراة اذا طافت بالبيت تخرج صدرها) وعندما يتوجه الحاج الى مكة يطلب منه ان يحلق شعر راسه ولحيته وان يلبس ملابس دينيه خاصة مكونة من قطعتين قماش ابيض تلبس واحدة منها حول خصره والثانيه على الاكتاف

يقول ابن الكلبي (ان قريشا كانت تطوف بالكعبة مردده: واللات والعزى ومناة الثالثه الأخرى تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى ولابد من الإشارة الى النشاط التجاري في موسم الحج حيث يبدأ بالأسواق اولا لان رزق العرب كان من التجارة في الحج يبدأ أولا بسوق عكاظ ثم سوق (ذي المجاز) ويقفون بعرفات اهم الشعائر قبل الإسلام ثم الى مزدلفة يرمون الحجارة في منى ينحرون الذبائح ويحلقون رؤوسهم ويعتبر السعي بين الصفا والمروة عادة وثنيه قديمة ثم احتفاليه التلبية

الحج فـي الاســلام

كانت مكة مركزا لعبادة الاصنام والاوثان بالإضافة الى كونها مركزا لمعارضة الدعوة الاسلاميه تقول المصادر التاريخية انه كان في مكة 360 صنما وقد قرر النبي محمد إزالة الوثنيه فجهز جيشا عدده عشرة الاف رجل فحاصر مكة ثم دخلها في رمضان عام 8هجرية وازيلت الاصنام وبذلك توحدت جزيرة العرب سياسيا ودينيا وتعززت السلطة المركزية للاسلام في عام 9 هجرية فرض الحج على المسلمين واصبح الركن الخامس من اركان الإسلام حيث جاء في القران (ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا) ال عمران 97 وينسب الى النبي محمد قوله (ياايها الناس قد فرض عليكم الحج فحجوا) وقد حج النبي محمد مرة واحدة هي حجة الوداع عام 10 هجرية ولايزال المسلمين يهرعون من كل البلدان الإسلامية لأداء فريضة الحج وباعداد كبيرة.

***

غريب دوحي

 

في المثقف اليوم