أقلام حرة

صادق السامرائي: بشر المريخ المُصنع!!

الفكرة غريبة بل مجنونة، مفادها أن البشر الأرضي سيصنع بشرا يمكنه العيش في المريخ، وهذا الأمر ليس ببعيد، فأنابيب الإختبار تحولت إلى أرحام، والهندسة الجينية بلغت ذروتها، فالتصنيع البايولوجي يوازي التصنيع المادي التكنولوجي.

فالمخلوق يتبارى في ميادين الخلق والتصنيع المذهل الغريب!!

التصنيع البايولوجي في تقدم مضطرد، ويقدم لنا منتوجات ما كنا نتوقعها، أو تخطر على بال، فهل سمعتم بالرز المصنع واللحوم المصنعة بايولوجيا وغيرها؟

العالم يتغير بتسارع مضطرد، والتطور قفزات ووثبات شاسعة إلى الأمام، والنظر للوراء إستنزاف للوقت والطاقات.

صنعوا المواشي واستنسخوا البشر، وأظنهم سيتلاعبون بالحوامض الأمينية للإتيان بمخلوقات قادرة على إستعمار المريخ والكواكب الأخرى، بعد دراسة أحوالها البيئية وما فيها من عناصر تتفاعل معها مخلوقات مؤهلة بايولوجيا للتكيف مع ظروفها.

إنه عصر الحقائق أغرب من أي خيال!!

فهل كنتم تتصورون في القرن الماضي ما نحن عليه في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين؟!!

الدنيا في بعض الأماكن ناعور، وفي غيرها نهر متدفق الجريان، تياره عارم الأمواج.

أيامنا كالأمواج التي تطاردها أمواج، اليوم لا يشبه البارحة، ويأتينا بغدٍ جديد.

فهل ستتحول أجرام مجموعتنا الشمسية إلى مستعمرات أرضية؟!!

إن القرن الحادي والعشرين يختلف عن سالف القرون، وفيه ولادات لا سابق لها ولا مثيل.

وهل أن أفكار الفضاء تتجسد في دنيا البشر؟!!

صواريخٌ من الأفكار طارتْ

إلى حجب بآفاق توارتْ

مدارتٌ بها الأحلام تحيا

مجسدةً بأحياءٍ تبارتْ

أفِقْ ذهبت رؤانا نحو خلق

ومن نبعٍ إلى سُبلٍ تهادتْ

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم