أقلام حرة

صادق السامرائي: الغيبوبة الاقتصادية!!

الاقتصاد العمود الفقري للحياة في كافة العصور، ومبعث الصراعات والتفاعلات بأنواعها بين الدول والشعوب.

الإقتصاد قائد، وما دونه بائد، فالعقائد والتحزبات والدعوات الوهمية بأنواعها آليات إلهائية وتدميرية، ومحاولات لمنع البشر من التفكير الإقتصادي ودفعه إلى ميادين التلاحي والإصطراع، لكي تستثمر في ويلاته رموز النفوس الأمارة بالسوء والبغضاء.

ولهذا تجد في بعض المجتمعات سيادة التقاليد القبلية القاضية بتحويل الناس إلى مجاميع قطيعية تخضع لمتنمر يتسلط على مصائرها.

مجتمعات التفكير الإقتصادي معدوم عندها، وتتبارى في ميادين غابرة تساهم في إتلافها وتحطيم وجودها وقيمتها الإنسانية.

ويبدو أن المجتمعات التي تطورت تفكر بالمردودات الإقتصادية لأية خطوة تخطوها، وما عادت تهتم لموضوعات الدين وغيره، فلتؤمن بما تؤمن هذا شأنك ومعتقدك، وعلينا أن نفكر جميعا بالتطور الإقتصادي لمجتمعنا، وكيف نبني قوتنا ونستثمر في طاقاتنا.

الفرق بين المجتمعات التالفة والمتلهفة لغدٍ أفضل، أن سراة الأولى يتكلمون بلغة بائسة عدوانية المفردات ولا ينطقون بكلمة عن الإقتصاد والبناء وتطوير أحوال المواطنين، بينما سراة الدول المتلهفة معظم خطاباتهم وخطواتهم إقتصادية وتهدف لتعزيز الرفاهية والنماء الوطني.

الإقتصاد البائس يعزز بؤس المجتمعات، والإقتصاد المتنامي يساهم في تقدمها وسعادتها الوطنية.

فلماذا تفكير الأقوياء إقتصادي وتفكير الضعفاء عدواني تناحري طائفي التطلعات؟!!

فهل سنتعلم كيف نحيا برخاء، ونترك العنتريات الوهمية التي أفنت وجودنا العزيز؟!!

يا كراسينا العقيمة، ومآسينا الوخيمة، إقتصادٌ لا وليمة، في ليالينا السقيمة، فابعثوا فينا حياةً، واطلقوا صدق العزيمة.

أمةٌ تشقى وعاشت كيتيمة!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم