أقلام حرة

صادق السامرائي: الطوائف والطائفية!!

الطوائف: جمع طائفة: فرقة أو جماعة من الناس

الطائفية: التعصب لطائفة معينة

المجتمعات البشرية مؤلفة من طوائف أي مجاميع من الناس تشترك في مفردات ما، إبتداءً من العائلة، فالعشيرة فالقبيلة والمدينة وغيرها من الإنتماءات الجامعة، وكذلك في الأديان هناك طوائف كما في المسيحية توجد الكاثوليكية والبروتستانية والأرثودوكسية، وفي اليهودية والإسلام وباقي الديانات المنتشرة بين الناس.

والفرق بين التأخر والتقدم هو الطائفية، أي أن تتأجج نيران التعصب لطائفة دون غيرها، ففي الدول المتقدمة المعاصرة، هناك إعتراف بالطوائف وكل يحترم الطائفة الأخرى، وفي المجتمعات المتأخرة، يتواجد نكران للطوائف وتدمير للوجود الذاتي والموضوعي وفقا لمعطيات الطائفية النكراء.

فلا يوجد في مسيرة البشرية مجتمع من طائفة واحدة، فالمجتمعات نشأت من التآلف بين الطوائف، وإندثرت بالتناحر فيما بينها، ونرى المجتمعات المتقدمة تسعى لإحتواء ما تستطيعه من الطوائف، لأنها تمثل قوة إقتصادية وإبداعية ذات قدرات تنافسية وتألقية.

فهل وجدتم إبداعا منحصرا في طائفة واحدة؟

إن التقدم الحاصل في مجتمعات الدنيا ناجم عن التفاعل بين الطوائف المتنوعة، ولهذا تجدها تستوعب المهاجرين إليها من أنحاء الأرض.

عندما تسير في شوارع أي دولة غربية، ستجد نماذج بشرية من كافة الأجناس بكل ما فيها وعليها، ولن تجد ما هو خالص لطائفة معينة.

زمن الطائفة الواحدة المتسيدة إنتهى، فالبشرية تذوب في بودقة التواصل والتفاعل المحتدم فوق التراب، وما عادت العوائق القديمة ذات قيمة.

طوائفٌ ببعضها تمازجت، وانصهرت سبيكةً تماسكت، فألهمت أجيالها مناهجا، بهديها جموعها تفاعلت،

لا تدّعي بأنها لا غيرها، قد أدركت أحلامها تعانقت!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم