أقلام حرة

صادق السامرائي: السور والقصور!!

الذين يقولون، أن الغرباء هم الذين خربوا قصور بني العباس في سامراء، لا يملكون الأدلة  الوافية والبراهين الكافية.

الحقيقة المؤسفة أن بعض سكان المدينة  وما حولها آنذاك، هم الذين نهبوها وأحالوها إلى خراب.

المدينة لايوجد فيها معامل للطابوق ومعظم دورها ومرافقها القديمة مبنية بالطابوق "الفرشي"، مساحته قدم مربع، وهذا الطابوق تم جلبه من قصور بني العباس، حتى أرضيات الدور كانت مغطات بالطابوق الفرشي.

والجريمة العظمى أن سور سامراء  (1785 - 1936)، تم بناؤه من طابوق القصور والجامع الكبير، وللسور قصة طويلة، وإختفى في خمسينيات القرن العشرين.

فكانت حرفة (التفليش) تجري بلا هوادة وبعدوانية وأمية عالية، وما أكثر الوسائط التي ساهمت بنقل الطابوق المخلوع من القصور.

ولإبن المعتز قصائد تصف خرابها في حينها، فهو الشاعر المولود فيها، والذي ترعرع في قصورها.

السور  أتى بالضربة القاضية لمدينة كانت تسر الناظرين، وتنافس قرطبة وغرطانة بروعة عمرانها، ولا تزال لمساتها الجمالية قائمة في العديد من بقاع الدنيا، وأقربها جامع أحمد بن طولون (835 - 884) في مصر.

فلا يمكن بسهولة تفسير بقاء معالم العرب في الأندلس التي بنيت قبل سامراء بقرن ، وغياب المعالم الأساسية لقصور سامراء وعمرانها المتميز في ذلك الزمان.

فلم نعرف عنها سوى ما وصفته بعض قصائد شعرائها وفي مقدمتهم البحتري.

ويبدو أن المدينة صارت تتعرض لإتلاف حضاري مقصود، لمحق ما يشير إلى الخلافة العباسية فيها، وكونها عاصمة لدولة بني العباس لأكثر من نصف قرن.

فهل لنا أن نحافظ على بقايا معالمها التأريخية؟!!

***

د. صادق السامرائي

1\6\2024

 

في المثقف اليوم