أقلام حرة

ضياء محسن الاسدي: الحرية المنفلتة صناعة مؤسسات منحرفة

لقد استطاعت القوى المنفذة للمشاريع العالمية وصاحبة صناعة القرار وهيمنتها على وفرضها على كثيرا من الشعوب لتدمير شعوبها ونسيج مجتمعاتها وعلى رأسها الأسرة من خلال مشاريع مخطط لها بعناية منذ زمن بعيد وبتسلسل في التنفيذ في الزمان والمكان وفق أساليب متطورة وشيطانية ولعبت دورا أساسيا في ضرب المجتمع من الداخل بتغير المفاهيم الاجتماعية والأخلاقية التي كان يتعامل بها الفرد والأسرة حيث بدأت هذه القوى بجني ثمار مخططاتها وباتت تسيطر على مفاتيح هذه التغيرات منذ عقود عديدة أخذت هذه المؤسسات العالمية بالشروع في تدمير الأجيال جيل بعد جيل بسقوف زمنية محددة وبالخصوص لما تبقى من الجيل السابق وما يحمله من أخلاقيات ومفاهيم دينية وقيم ما زال يتمسك بها حيث نجحت في سحب البساط منه وترويض الجيل الجديد لصالح مخططاته المشبوهة وأنشأت جيل لا يريد أن يتعلم من غيره وممن سبقه ممن حمل شعارات القيم والمبادئ وأسس الحياة بأخلاقيات مجتمعية رصينة تربى عليها وأسس أسر متماسة ترتكز عليها تصارع الحياة الصعبة ومشاكلها المتطورة فقد ساهمت هذه المؤسسات في أنتاج جيل جديد أُريد منه أن يكون هامشيا بعيدا عن الواقع لا يسمع ولا يرى ولا يفكر طفليا يعيش على الآخرين وفتاتهم مغيب عن الواقع وما يدور من حوله من عقد نفسية وأخلاقية وعقائدية أريد لهذا الجيل الجديد أن يكون بعيدا عن الواقع والتطور يتلقف ما يسمع وما يرى بدون دراية معرفية ولا فكرية وما مدى خطورة ما يجري من مخططات تحاك ضده جيل غير مرتبط بالماضي ولا بالحاضر يعيش ليومه وساعته فقط بعيدا عن التخطيط لمستقبله وغير عابه عن بناء الأسرة والمجتمع جيل فوضوي وهذا ما تريده المؤسسات المشبوهة التي تقود العالم بدوائرها المظلمة في تأسيس حريات منفلتة يسير مع القطيع بدون فهم ودراية وأدراك لما يدور من حوله وسوف يظهر هذا الجيل بعد الإزاحة للجيل الحالي المتبقي الذي يحمل ما تبقى من عبق الماضي الذي كان العمود الفقري للحياة والأسرة وصمام الأمان للمجتمع ومن هذه المشاريع المخطط لها هي كالآتي .

أولا: تشجيع المثلين في المجتمعات الجديدة وعل نطاق واسع وحمايتهم من قبل هذه المؤسسات وفرضها على واقع الحكومات ومؤسساتها .

ثانيا: الزواج خارج المحاكم الشرعية أو بدونها وتشجيع الشباب في بناء علاقات خارج الأسرة وبحرية غير منضبطة لغرض تفكيك الأسرة والمجتمع .

ثالثا: أفراغ مفهوم الوطنية والانتماء للأوطان وأبعادهم عن الدفاع عنهم .

رابعا: محاولة تفكيك الأسرة من الداخل بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي الغير أخلاقي ببرامج معدة بدقة وعناية لتدمير ذهنية وعقل الفرد بذات الاتجاهات الخاطئة المضرة .

خامسا: التشكيك في الأديان والعقائد وتشويهها والتشجيع على الصراعات السياسية والطائفية والعرقية .

سادسا: تدمير العملية التربوية والتعليمية من داخل مؤسساتها ومن خارجها لصنع جيل بعيد عن التعليم والثقافة والمعرفة .

أن بغية هذه المشاريع هو صناعية جيل هارب من واقعه متمرد عليه غير مقتنع فيه ضعيف نفسيا ومهزوم ومهزوز من الداخل فارغا عن أي طموح رافضا لواقعه ومجتمعه ليكون لقمة سائغة وسهلة للسيطرة عليه فكريا ونفسيا وأخلاقيا من قبل الدول صاحبة القرار الراسمة لخارطة العالم الجديد ولهذا علينا الاهتمام الواعي لشريحة الطلبة في مقتبل العمر والشباب خصوصا السعي في أعدادهم وتدريبهم ذهنيا وعلميا ونفسيا وأخلاقيا وتربويا في كيفية التعامل مع بعضهم البعض ومع مجتمعهم بتهيئة كوادر تدريسية وتربوية أكفاء لهذا الغرض ومن أساتذة جامعيين من علم النفس والاجتماع وتربويين وذو تأثير كبير على الطالب وسلوكه وخلق بيئة وتفاهم بين الطالب وأستاذه بفرض شخصية المعلم أو الأستاذ وخصوصا في المراحل الأولى من التعليم وهي المرحلة المهمة من عمر الطالب التي تحدد ملامح شخصية الطالب ومن هنا يحتاج في زيادة الوعي والتوجيه للطالب وخصوصا في المناطق الشعبية ذات الكثافة السكانية والمناطق البعيدة عن المركز التي تتأثر بسهولة بمجريات التحولات المجتمعية وأرض خصبة للعمل في تدميرها بحرية ومناخ ملائم للمشاريع المظلمة لإنبات ما تريد زرعه من سلوكيات وأخلاق وقيم وعقائد منحرفة وهذا العمل يقع على عاتق الحكومة أولى وعلى المؤسسات المجتمعية والآباء والمؤسسات التربوية بالذات بوضع مناهج دراسية متطورة تواكب عصرها لتحصن المجتمع والأسرة من الانهيار السريع.

***

ضياء محسن الاسدي

في المثقف اليوم