أقلام حرة

صادق السامرائي: المستورَد السائد!!

وجودنا منذ نهاية الحرب العالمية الأولى مفصّل على مقاسات المصالح والمطامع، وآليات التبعية والخنوع للمنتصرين الذين أصبحنا في عرفهم غنائم.

وعينا الجمعي وما ترسخ فيه من ثوابت، مستورَد من بلاد الآخرين، ولهذا تعفنا في مواضعنا وأجدنا المراوحة والتقهقر والإندحار، وإستلطفنا دور الأداة المسخرة لتأمين مصالح الطامعين فينا.

فهل يوجد أصيل في ديارنا؟

نحن ربما غرباء عن كل شيئ يمت بصلة حقيقية إلينا!!

لا نعرف هويتنا وتأريخنا وديننا ورسالتنا ودورنا في صناعة الحياة، وبموجب ذلك إخترنا دور العالة، بالإعتماد على غيرنا للبقاء في مدن الخراب والهوان والإمتهان.

أين الحرية؟

أين قيمة الإنسان؟

نتحرك على هامش الأيام، ونخشى التفاعل مع الواقع، ونميل إلى التلعثم والإندساس في غياهب الإنهزام، ونبرر ما نبديه بأنه من وحي التفاعل مع الأقلام، وهي ترتعش من سطوة الكراسي وجور الحكام.

مَن يكتب بمداد الحق سيكون من المغضوب عليهم، ومن المستهدفين المطلوبين لعدالة الباطل وحكم الأهواء.

الناطق بالحق زنديق، ولا بد له من الهلاك بأمر مسعور يرائي بدين.

نحن كما أريد لنا أن نبدو عليه، وما يدور في واقعنا يتقاطع مع جوهرنا، ويتنافى مع قيمنا وأخلاقنا، وبديهيات ألبابنا، ومعايير بصائرنا.

فهل سننكر المستورَد ونوطن الأصيل المؤكد؟!!

فاسدٌ هذا الزمان الآثم

وطغى فيه الخشيل اللازم

أفسدوه بدعاوى إنطلت

برداءٍ إرتداه الظالم

ضدنا عشنا ودمنا عالة

فأتانا بوعيدٍ غاشمُ

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم