أقلام حرة

صادق السامرائي: كتابات الذكاء الاصطناعي!!

الشك بدأ يدب في النصوص المنشورة، ويتهمها بأنها من نتاج الذكاء الاصطناعي. إنه مخترع يتفاعل مع البشر وكأنه عقل آخر، والبعض يرى أنه سيكون منافسا لعقولنا في العقود القادمات، وإن صح هذا التوقع فأن أدمغتنا ستضمحل، وعقولنا ستبيد، وستتحكم بنا الآلة.
قبل عقود قال لي زميل صيني: "سيأتي اليوم الذي نستغني فيه عن عقولنا "، وتعجبت من كلامه وما اتفقت معه، لكننا اليوم نعيش على أعتاب ذلك التطور الاختراعي المرعب.
تطبيقاته تجيبك على أي سؤال، وتنفذ طلباتك، سألته ذات مرة أن يكتب لي قصيدة بالعربية عن الحب، وإذا بها تظهر أمامي على الشاشة، وما احتاجت إلا لبعض التحرير.
أحد الأخوة يقول بأنها خالية من العاطفة وتشير إلا أنها من إبداع الآلة!!
نعم الآلة تبدع!!
فهل ستغلبنا مخترعاتنا؟
الآلات تتحاور، وربما ستتفوق علينا بقدراتها الابتكارية، لقابلياتها على استحضار المعلومات بسرعة فائقة.
ما هذا العالم الذي نحن فيه؟
الدنيا تنطلق كالصاروخ نحو المستقبل البعيد، وتريد استعمار الكواكب الأخرى، وفيها مَن يدور في ناعور الغابرات، ويتمنطق بالماضيات، ويحسب الزمن يتقهقر للوراء.
الذكاء الاصطناعي يحكمنا، ومنا مَن تتحكم به الأموات، ويستهلك عمره في الثأر للأجداث، وفقا لتصوراته المعتقة في أقبية الدجل والضلال.
ترى ماذا سيكون جواب الذكاء الاصطناعي لو طرحنا عليه أسئلة الغابرين؟
"والذكاء الاصطناعي يهدف إلى محاكاة الذكاء البشري، ويتضمن القدرة على التعلم والفهم والتحليل والتكيف مع المواقف الجديدة، واتخاذ القرارات بناءً على البيانات المتاحة".


صنعنا ما ينافسنا كأنا
بآلتنا كشفنا منتهانا
بأجهزةٍ عقول الخلق هانت
بعاديةٍ تخيّب مرتقانا
***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم