أقلام حرة

صادق السامرائي: انفصال اللغة عن الواقع!!

هل نكتب بلغة يفهمها القارئ؟. مشكلة نخب الأمة، أنها تكتب بلغة بعيدة عن واقع الجماهير، ولهذا ربما فشل المفكرون والفلاسفة والمبدعون في التأثير الإيجابي على حياة الناس.

المكتوب لا يُقرأ!!

ينشرون غثيثا ويحسبونه أصيلا، وتحتار في الأمر، وتتساءل، ماذا يريد الكاتب؟

لدينا مشكلة في الكتابة، فهي لا تؤثر في المجتمع، ولا تصنع التيار الثقافي القادر على إحداث التغيير.

لم ندرس كيف نكتب منذ البداية، ولم نتعلم مهارات وضع الأفكار في كلمات معبّرة عنها، بينما في المجتمعات المتطورة يتعلم التلاميذ كيفيات وضع الأفكار في كلمات وجمل، فتكون مقاصدهم واضحة وكتاباتهم ذات قيمة، وفي مجتمعاتنا الكتابة كالعهن المنفوش، والفَراش المبثوث.

عندما يُطرح سؤال كيف نكتب، يُقابل بإستهجان من قبل النخب، فكل منهم يحسب نفسه إمام الكتابة وسيد الإبداع الأصيل.

تبدو الكتابة وكأنها فقدت معناها، لإضاعتها لمميزاتها ومواصفاتها ومهاراتها، وتناسيها لرسالتها، وأوهمتنا وسائل النشر السريع بأننا نكتب، فغاب الكتّابُ وتكاثر المنسوبون للكتابة بمستوياتهم المتفاوتة، مما تسبب بتنمية الجهل وتدمير العقل والإرادة وفقدان الشعور بالمسؤولية.

فهل سنعيد للكلمة دورها وهيبتها وقيمتها؟!!

و"إن الكتابة عِلمٌ "!!

و"مَن يكتب يقرأ مرتين"!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم